يقول رحمه الله تعالى في قوله- جل وعلا-: ﴿ثم إنكم أيه الضالون، لآكلون من شجر﴾ ثم إنكم تأكيد بعد تأكيد، ضالون المكذبون، الذين يكذبون بيوم الدين، الذين يصرون على الحنث العظيم، الذي هو الشرك لآكلون من شجر من زقوم، ومن هذه تبعيضية وإلا بيانيه، يقول: بيان للشجر، من زقوم بيانيه، ﴿فاجتنبوا الرجس من الأوثان﴾ يعني: بيانيه، وننزل ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء﴾ هل هي بيانية وإلا تبعيضية؟ نعم؟ هذه الأكثر على أنها بيانية، وأن القرآن كله شفاء، ومنهم من يقول تبعيضية، لكن ما الذي يترتب على ذلك؟ قال يترتب على ذلك أنه لو جيء لك بمريض تقرأ عليه، وقرأت: ﴿تبت يدا أبي لهب وتب﴾ أنه مظنة للشفاء لأنه القرآن كله شفاء، والي يقول تبعيضية يقول: لا اقرأ عليه ما يناسب القرآن، ما يناسب الحال، لأن من القرآن ما هو شفاء، ومن القرآن ما هو أحكام، ومن القرآن ما هو عقائد، ومن القرآن ما هو قصص، ومن القرآن إلى أخره من الموضوعات المتعددة في القرآن، فعلى هذا إذا جئ لك بمريض لا تقرأ عليه تبت، اقرأ عليه الفاتحة وما يدريك أنها رقية، اقرأ عليه المعوذتين، اقرأ عليه أية الكرسي، اقرأ عليه البقرة إذا كان مسحور، اقرأ عليه ما يناسب المقال، ومن الطرائف أنه دعي شخص لرقية مريض، وهذا الشخص يعرف أن هذا المريض يسرف على نفسه، يرتكب المنكرات، فأراد أن يعضه من خلال الرقي، فجاء له فقرأ عليه الآيات التي تحذر من المنكرات التي يرتكبها: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨] ثم يكررها ثلاثاً وينفث عليه، هل هذه رقية؟ إذا قلنا بيانية وأن القرآن كله شفاء نعم، ويعرف عليه بعض المنكرات فأورد عليه الآيات كلها التي يعني اجتهاد من هذا الشاب، لكن هل هو اجتهاد مناسب وهل هذا وقته، وهل الموعظة تكون بمثل هذه الطريقة وهذا الأسلوب؟ هذا كله محل نظر، وإذا قلنا: إن من بيانية ما في إشكال إلم يكن ثم مانع فإنه يشفى لأن قلنا تبعيضية فإن هذه ليست من آية الرقية.


الصفحة التالية
Icon