هذا الحق لأن الظرف الذي نعيشه يختلف عن عقود مضت، يختلف عن عقود مضت، فنحتاج إلى شيء من الحكمة أكثر مما كنا نحتاجه من قبل، - والله المستعان - والموضوع لا يخفى على أحد لكن بعض الناس إذا سمع هذا الموضوع يطرق بكثرة ظن أن الواقع خلافه، لا ليس الواقع خلافه، لكن يقال مثل هذا الكلام لتذكير به ولو سكت عنه، يعني: أمر أهل العلم من يعلم الناس أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ظن خصمه أنه يؤلب الناس؛ لأن هذا الأمر مستهدف، هذا الموضوع مستهدف فلو لم نقل مثل هذا الكلام ونحن على يقين بأن الإخوان عندهم خبر وزاولوه على هذه الطريقة التي نشرحها ويشرحها غيرنا ولله الحمد لا يذكر شيء لا يكاد يذكر من مسائل التي قد يصاحبها شيء من الغيرة التي تحمل بعض الإخوان على أن يترك لبعض المغرضين شيء من الكلام في الموضوع، فإذا ذكر على هذا الموضوع عرف وأخذ عن الجميع صورة أن القصد هو الخير، وأن القصد رفع الشر ورفع الخبث الذي إذا كثر استحقت الأمة الهلاك بسببه، ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث)) فهذه المساهمة في رفع أو في بذل السبب الذي يؤخر فيه الهلاك، وليعلم كل أمر وكل ناهي أن النتائج ليست بيده، وأن الله - جل وعلا- ينجي الذين ينهون عن السوء ولو لم يرتفع المنكر، ﴿أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا﴾ فلا بد من النهي عن السوء لينجوا الجميع، وبقدر ما يبذل في الإنكار والأمر والنهي يدفع الله جل وعلا عن المجتمعات من الشرور ما لا يعلمه ولا يحيط به إلا الله - جل وعلا -؛ لأن الإنسان مأمور أن يبذل بما يستطيع وإذا بذل ما يستطيع عذر وثوابه كامل، سواء تغير الواقع أو لم يتغير لأننا مطالبون ببذل السبب والنتائج بيد الله، وإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - لا يستطيع أن يهدي من يحب فكيف بمن دونه، وهناك وسائل وهناك قنوات يمكن أن يؤخذ بها الصوت الذي لا يمكن أن يصل بمفرده، فطالب العلم يبلغ أهل العلم وأهل العلم يبلغون الولاة وحينئذ تتضافر الجهود ويقضى على المنكرات إن شاء الله – تعالى-.