﴿وأنتم﴾ يا حاضري الميت حينئذٍ تنظرون إليه، طيب ﴿فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون﴾ إلى هذا الميت الذي في النزع هل تستطيعون بما أوتيتم من قوة وكثرة، وذكاء وخبرة، هل تستطيعون بكاملكم أن تردوا هذا الروح إلى مقرها بعد أن بلغت الحلقوم، يقول: ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ المؤلف يقول: بالعلم القرب بالعلم، وليس قرب حسياً ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ الله -جل وعلا- يدني وينزل إلى السماء الدنيا، وأقرب من حبل الوريد على خلاف بين العلماء في آية ق وهذا الآية التي ﴿نحن أقرب إليه منكم﴾ هل المراد به الرب -جل وعلا- أو الملائكة الذين يقبضون الروح بأمره مسألة خلافية بين أهل العلم، والسبب في ذلك الضمير ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ وهنا ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ يعني: الملائكة الذين وكلوا بقبض روحه ملك الموت وأعيانه، ومنهم من يقول أن هذا من آيات الصفات قرب بجلاله وعضمته والضمير وإن كان ضمير جمع إلا أن العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع كما قرره الإمام البخاري في تفسير ﴿إن أنزلناه﴾ من صحيحة، ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ من البصيرة يقول المؤلف أي لا تعلمون ذلك، لا تبصرون ما المانع أن يكون من البصر، والمشاهدة لأن من يحضر المحتضر لا يشاهد شيء، لا يبصر شيء لا يبصر ملك الموت ولا أعوانه، ولا لا يبصر شيء لا مانع من أن يكون قوله ولا تبصرون من البصر الذي هو الرؤيا والمشاهدة وأما من البصيرة أيضاً كذلك لا يمكن أن يعلم مثل هذا الأمر لخفائه عن الأنظار وعن القلوب، فلولا الموضع الثاني يعني فهلا كسابقه ﴿إن كنتم غير مدينين﴾ مجزيين بأن تبعثوا أي: غير مبعوثين على حسب زعمكم، فلولا إن كنتم غير مدينين المراد بالدين هنا أو بالدين الجزاء، ﴿مالك يوم الدين﴾ يعني يوم الجزاء، ﴿فلولا إن كنتم غير مدينين﴾ مجزيين، والجزاء متى يكون؟ يكون بعد البعث، وإذا كانوا منكرون البعث فهم منكرون الجزاء، فإذا كنتم تنكرون البعث، وتنكرون الجزاء، ﴿فلولا إن كنتم غير مدينين﴾ يعني: غير مجزيين ومن باب أولى غير مبعوثين، مجزيين بأن تبعثوا أي: غير مبعوثين على حد زعمكم، ﴿ترجعونها﴾، ترجعونها، من الفعل الثلاثي، هل يقال رجع وإلا أرجع؟ يعني اشتريت سيارة أو أي: سلعة


الصفحة التالية
Icon