الحرص على الأسانيد سواءً كانت في القراءات أو في السنة النبوية لا شك أنه حرص على ما تمتاز به هذه الأمة، وتختص به، من بقاء الإسناد إلى آخر الزمان، إلى آخر الزمان، بينما الأمم السابقة انقطعت صلتها بأنبيائها، لا يوجد عندهم أسانيد، فالأسانيد من خصائص هذه الأمة، لكن أثر هذه الأسانيد في الواقع أثر لا.. ، لا يوجد لها أثر من حيث الثبوت وعدمه، يعني الأسانيد كان معول أهل العلم عليها في الإثبات والنفي، لكن بعد ذلك، بعد أن دونت الأحاديث في الكتب هذه الأسانيد قيمتها في المحافظة على خصيصة هذه الأمة، أما كونه يصحح حديث أو يضعف حديث؛ لأن فلاناً يرويه بالأسانيد منه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد التدوين هذا لا قيمة له، يعني يفترض أنا عندي رواية في صحيح البخاري هل يتأثر صحيح البخاري إذا كان بيني وبين البخاري رواة ضعفاء؟ ما يتأثر ما له قيمة، لكن مع ذلك الحرص على هذه الأسانيد إنما هي لمجرد المحافظة على خصيصة هذه الأمة، وهي أنها أمة أسانيد، ما تقبل الدعاوى بدون ما يثبتها، ومع ذلك على طالب العلم أن يسدد ويقارب، يعني ما يمنع أن ينتقي من الشيوخ من شيوخ عصره من يشرف بالانتساب إليه، إذا كان عنده أسانيد، فيروي عنه ولو بالإجازة، أما تتبع هذه الأسانيد، وهذه الأثبات في الأقطار والأقاليم يوماً في المغرب، ويوماً في المشرق من أجل أن يأخذ إجازة من فلان أو علان، وينفق عمره ويضيع أوقاته لا فائدة في هذا، ولا أثر يترتب على ذلك، وأما بالنسبة لقراءة القرآن بالأسانيد فهي مثل ما قلنا في السنة، والقرآن ثبوته قطعي ولو لم يروه القارئ بالأسانيد؛ لأن فيه تواتر الطبقة، تواتر الطبقة، يعني منذ نزوله على النبي -عليه الصلاة والسلام- من الله -جل وعلا- بواسطة جبريل -عليه السلام-، والصحابة يتلقونه، ويتلقاه عنهم التابعون، وهكذا إلى يومنا هذا، إلى يومنا هذا وإلى أن يرفع في آخر الزمان.
يقول: ما السنة في كيفية تلاوة سورة (ق) على المنبر هل يقرأها الخطيب بترتيل وتحسين صوت؟


الصفحة التالية
Icon