عشرة، وإذا ضوعفت مرة ثانية تحملت أكثر، أما أن تكون من الأصل بلا عمد ما يمكن، فضلاً عن أن تكون البناية أكثر من ذلك، يعني ألف متر مثلاً لا يتصور أن يقوم بغير عمد إلا بمشقة عظيمة جداً على البناء، وعلى صاحب البناية، فكيف بهذه المسافات والمساحات الشاسعة طولاً وعرضاً؟! لا يمكن أن يحيط بها مخلوق، ومع ذلك بغير عمد أصلاً، على هذا القول أو بعمد لكنها لا ترى، وأيضاً هذا أيضاً من أعظم الدلالات على عظمة الخالق، يعني كون الشيء مخفي ما يرى، والمعول معتمد عليه، المرتكز عليه هذا أيضاً شيء عظيم، والخلاف في هذا معروف عند أهل العلم، ففي قوله: ﴿تَرَوْنَهَا﴾ [(١٠) سورة لقمان] هل هو وصف له مفهوم أو ملغى لا مفهوم له؟ على كل حال المسألة خلافية، وأكثر أهل العلم على أنها بغير عمد البتة، ويكون ترونها وصف كاشف لا مفهوم له، ومنهم من يقول: له مفهوم، وقد تكون الدلالة على عظمة الله أكبر، أكبر من كونها بلا عمد أصلاً؛ لأن كون الشيء يعتمد عليه يعني في المحسوسات، كون الشيء يعتمد عليه ثم بعد ذلك يكون هذا خفي لا يرى مع إمكان الرؤية، هذا لا شك أن دلالته على عظمة الخالق شيء عظيم جداً، لا يمكن أن يدركه الإنسان بعقله، فإذا تأمله وتدبره عرف واعتبر وادكر، عرف قدر نفسه من جهة، وما هو إلا شيء حقير جداً بالنسبة لهذه المخلوقات، وما عظمة الخالق -جل وعلا- من خلال هذه المخلوقات العظيمة إلا شيء لا يمكن الإحاطة به، يعني قد يقول قائل: استطاع الناس أن يؤسسوا أمور ينتفعون بها وهي لا ترى، يعني بإمكانك أن تضع يديك هكذا وتغسل، ما تشوف مواصير ولا تشوف شيء، ألا يوجد مثل هذا؟ الآن الموجود مواصير لكن ما فيها أقفال، ما في شيء تقفله ولا ذا، موجود أيضاً على مستوى أعلى من هذا ما في مواصير، ضع يدك بس وغسل، ما في مواصير ترى، لكن في مواصير لو فتحت ما يحول دونك ودون الجدار الأصلي وجدت هذه المواصير لكنها مخفية، يعني ما رحنا بعيد، يعني قدرة البشر هي قدرة البشر، يعني يستطيع أن يغطي إلى حد، لكن يغطي بالكلية بحيث لو بحث الباحث ما وجد، لو رفع هذا الساتر لظهرت المواصير وظهر كل الأسباب التي تجلب هذا الماء، ولم يكن ذلك إلا للخالق -جل وعلا-، الله


الصفحة التالية
Icon