المستعان.
﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ [(٧ - ٨) سورة الذاريات] "إنكم يا أهل مكة في شأن النبي -عليه الصلاة والسلام- والقرآن لفي قول مختلف" لم يتفقوا على وصفه بوصف واحد، "وكفاهم عيباً تناقض قولهم"، "إنكم يا أهل مكة في شأن النبي -عليه الصلاة والسلام- والقرآن لفي قول مختلف، قيل: شاعر، ساحر، كاهن" هذا بالنسبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- وقيل في القرآن: أنه شعر، أو سحر، أو كهانة، يختلفون ما يتفقون على شيء؛ لأنهم لو اتفقوا على شاعر، العرب تعرف الشعر وموازين الشعر، وهم أهل الشعر، لا شك أن بعضهم سوف يرد على بعض وقد حصل، الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن قال: هذا ليس بالشعر، ولو قالوا: كاهن العرب يعرفون الكهانة، ولو اتفقوا على هذا لوجدوا من يرد عليهم، ولو قالوا: سحر كذلك، فهم اختلفوا لينشغل كل فرقة وطائفة بما جنحوا إليه، وينشغل بعضهم عن بعض، وكل هذه الأقاويل باطلة؛ لأن بمقدورهم أن يقولوا الشعر لماذا لم يقولوا ولم يأتوا بمثل هذا القرآن؟ ولم يكن شاعرهم مثل النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ ولو قالوا: ساحر لو كان ساحراً وما جاء به سحر هم يعرفون السحر، وفيهم سحرة ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ [(٨) سورة الذاريات] اختلفوا فيه -عليه الصلاة والسلام-، اختلفوا فيما جاء به.


الصفحة التالية
Icon