العلم
﴿الراكعون الساجدون﴾ في الصلاة
﴿الامرون بالمعروف﴾ بالطاعة والإيمان
﴿والناهون عَنِ المنكر﴾ عن الشرك والمعاصي والعطفُ فيه للِدلالة على أن المتعاطِفَيْن بمنزلة خَصلةٍ واحدة وأما قوله تعالى
﴿والحافظون لِحُدُودِ الله﴾ أي فيما بيّنه وعيّنه من الحقائق والشرائع عَملاً وحمْلاً للناس عليه فلئلاً يُتوهمَ اختصاصُه بأحد الوجهين
﴿وَبَشّرِ المؤمنين﴾ أي الموصوفين بالنعوت المذكورةِ ووضعُ المؤمنين موضعَ ضميرِهم للتنبيه على أن مَلاك الأمرِ هو الأيمانُ وأن المؤمن الكاملَ مَنْ كان كذلك وحُذف المبشَّرُ به للإيذان بخروجه عن حد البيانِ وفي تخصيص الخطابِ بالأولين إظهارُ زيادةِ اعتناءٍ بأمرهم من الترغيب والتسلية
سورة براءة آية (١١٣ ١١٤)
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِىّ والذين آمنوا﴾ بالله وحده أي ما صح لهم في حكم الله عز وجل وحكمتِه وما استقام
﴿أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ به سبحانه
﴿ولو كانوا﴾ أي المشركون
﴿أُوْلِى قربى﴾ أي ذوي قرابةٍ لهم وجوابُ لو محذوفٌ لدلالة ما قبله عليه والجملةُ معطوفةٌ على جملة أخرى قبلها محذوفةٍ حذفاً مطّرداً كما بُيّن في قوله تعالى وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ونظائرِه روي أنه ﷺ قال لعمه أبي طالب لما حضرتْه الوفاةُ يا عمّ قل كلمةً أحُاجُّ لك بها عند الله فأبى فقال ﷺ لا أزال أستغفرُ لك ما لم أُنُهَ عنه فنزلت وقيل لما افتتَح مكةَ خرج إلى الأبواء فزار قبرَ أمِّه ثم قام مستعبِراً فقال إني استأذنتُ ربي في زيارة قبرِ أمّي فأذِن لي واستأذنتُه في الاستغفار لها فلم يأذَنْ لي وأنزل علي الآيتين
﴿مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ﴾ أي للنبي ﷺ والمؤمنين
﴿أَنَّهُمْ﴾ أي المشركين
﴿أصحاب الجحيم﴾ بأن ماتوا على الكفر أو نزل الوحيُ بأنهم يموتون على ذلك
﴿وما كان استغفار إبراهيم لأَبِيهِ﴾ بقوله واغفر لاِبِى أي بأن توفقه للإيمان وتهديه إليه كما يلوحُ به تعليلُه بقوله إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين والجملةُ استئنافٌ مَسوقٌ لتقريرِ ما سبق ودفعِ ما يتراءى بحسب الظاهرِ من المخالفة وقرئ وما استغفر إبراهيمُ لأبيه وقرئ وما يستغفر إبراهيمُ على حكايةِ الحالِ الماضيةِ وقوله تعالى
﴿إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ﴾ استثناء مفرغ من أعم العللِ أي لم يكن استغفارُه عليه السلام لأبيه آزرَ ناشئاً عن شيءٌ من الأشياءِ إِلاَّ عن موعدة
﴿وعدها﴾ إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ
﴿إياه﴾ أي أباه وقد قرئ كذلك بقوله لاَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وقولِه سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي بناءً على رجاء إيمانِه لعدم تبيُّنِ حقيقةِ أمرِه وإلا لما وعدها إياه كأنه قيل وما كان استغفارُ إبراهيمَ لأبيه إلا عن موعدة مبينة على عدم تبيُّنِ أمرِه كما ينبىء عنه قوله تعالى
﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ﴾ أي لإبراهيمَ بأن أوحِيَ إليه أنه مُصِرٌّ على الكفر غيرُ مؤمنٍ أبداً وقيل بأن مات على الكفر والأولُ هو الأنسبُ بقوله تعالى
﴿أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ﴾ فإن وصفَه بالعداوة مما يأباه حالةُ الموت
﴿تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾


الصفحة التالية
Icon