٥ - ٦ ٧ ٨ الجاثية آية التوحيد وقرئ آيات بالنصب عطفاً على ما قبلها من اسم إن والخبر كأنه قيل وإن في خلقكم وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آياتٍ
﴿لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ أي من شأنِهم أنْ يُوقنوا بالأشياءِ على ما هيَ عليه
﴿واختلاف الليل والنهار﴾ بالجرِّ على إضمارِ الجارِّ المذكورِ في الآيتينِ قبله وقد قرئ بذكرِه والمرادُ باختلافِهما إمَّا تعاقبهما طولاً وقِصَراً
﴿وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السماء﴾ عطفٌ على اختلافِ
﴿مِن رّزْقِ﴾ أي من مطرٍ وهو سببُ للرزقِ عُبرَ عنهُ بذلكَ تنبيهاً على كونِه آيةً من جِهتَيْ القُدرةِ والرحمةِ
﴿فَأحْيَا بِهِ الأرض﴾ بأنْ أخرجَ منها أصنافَ الزروعِ والثمراتِ والنباتِ
﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ وعرائها عن آثارِ الحياة وانتفاء قوةِ التنميةِ عنها وخُلوِّ أشجارِها عن الثمارِ
﴿وَتَصْرِيفِ الرياح﴾ من جهة أُخرى ومن حالٍ إلى حال وقرئ بتوحيدِ الريحِ وتأخيرُه عن إنزالِ المطرِ مع تقدمِه عليهِ في الوجودِ إمَّا للإيذانِ بأنه آيةٌ مستقلةٌ حيثُ لو رُوعيَ الترتيبُ الوجوديُّ لربَّما توهِّم أنَّ مجموعَ تصريفِ الرياحِ وإنزالِ المطرِ آيةٌ واحدةٌ وإمَّا لأنَّ كونَ التصريفِ آيةً ليس لمجرد كونه مبدألإنشاء المطرِ بل لهُ ولسائرِ المنافعِ التي من جُملتها سَوْقُ السفنِ في البحارِ
﴿آيات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ بالرَّفعِ على أنَّه مبتدأٌ خبرُه ما تقدمَ من الجارِّ والمجرورِ والجملةُ معطوفةٌ على ما قبلها وقرئ بالنصبِ على الاختصاصِ وقيلَ على أنَّها اسمُ أنَّ والمجرورُ المتقدمُ خبرُها بطريقِ العطفِ على معمولَيْ عاملينِ مختلفينِ هُمَا أنَّ وفي أقيمتِ الواوُ مُقامَهُما فعملتِ الجرَّ في اختلافِ والنصبَ في آياتٍ وتنكيرُ آياتٍ في المواقعِ الثلاثةِ للتفخيمِ كماً وكيفاً واختلافُ الفواصلِ لاختلافِ مراتبِ الآياتِ في الدقةِ والجلاءِ
﴿تِلْكَ آيات الله﴾ مبتدأٌ وخبرٌ وقولُه تعالَى
﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ﴾ حالٌ عاملُها معنى الإشارةِ وقيلَ هو الخبرُ وآياتُ الله بدلٌ أو عطفُ بيانٍ
﴿بالحق﴾ حالٌ من فاعلِ نتلُو ومن مفعولِه أي نتلُوها مُحِقينَ أو ملتبسةً بالحقِّ
﴿فَبِأَىّ حَدِيثٍ﴾ من الأحاديثِ
﴿بَعْدَ الله وآياته﴾ أي بعد آياتِ الله وتقديمُ الاسمِ الجليلِ لتعظيمِها كان في قولِهم أعجبنِي زيدٌ وكرمُه أو بعدَ حديثِ الله الذي هُو القرآنُ حسبما نطق به قوله تعالى نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث وهو المراد بآياته ومناطُ العطفِ التغايرُ العُنوانِي
﴿يؤمنون﴾ بصيغة الغيبة وقرئ بالتار
﴿وَيْلٌ لّكُلّ أَفَّاكٍ﴾ كذابٍ
﴿أثيم﴾ كثر الآثام
﴿يسمع آيات الله﴾ صفةٌ أخرى لأفَّاكٍ وقيل استئناف وقيلَ حالٌ من الضميرِ في أثيمٍ
﴿تتلى عَلَيْهِ﴾ حالٌ من آياتِ الله ولا مساغَ لجعلِه مفعولاً ثانياً ليسمعُ لأنَّ شرطَهُ أنْ يكونَ ما بعَدهُ مما لا يسمع


الصفحة التالية
Icon