أنه جعله خبر ابتداء محذوف. معناه: هذا تنزيل العزيز. والحجة لمن نصب: أنه أراد المصدر كما قال تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ «١».
قوله تعالى: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا «٢». يقرءان بضم السين وفتحها.
وقد ذكرت علله في الكهف «٣».
قوله تعالى: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ «٤». أجمع القراء على تشديد الزّاي فيه إلّا ما رواه (أبو بكر) عن (عاصم) من التخفيف. فمعنى التشديد: قوّينا ومنه: أعزّك الله. ومعنى التخفيف:
غلبنا ومنه: «من عزّ بزّ» أي من غلب: أخذ السّلب.
قوله تعالى: أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ «٥». يقرأ بهمزتين محققتين، وبهمزة وياء. وقد ذكر فيما مضى «٦».
قوله تعالى: وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ «٧». يقرأ بإثبات الهاء وطرحها. فالحجة لمن أثبتها:
أنه أتى بالكلام على أصل ما وجب، لأن الهاء عائدة على (ما) في صلتها، لأنها من أسماء النواقص التي تحتاج إلى صلة وعائد. والحجة لمن حذفها: أنه لما اجتمع في الصلة فعل وفاعل ومفعول خفف الكلمة بحذف المفعول، لأنه فضلة في الكلام.
قوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ «٨». يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه ابتدأه وجعل ما بعده خبرا عنه، والهاء عائدة عليه وبها صلح الكلام. والحجة لمن نصب:
أنه أضمر فعلا فسّره ما بعده فكأنه في التقدير: وقدّرنا القمر قدّرناه.
فإن تقدم قبل الاسم حرف هو بالفعل أولى، وتأخر بعده ما له صدر الكلام كالأمر والنهي. والاستفهام كان وجه الكلام النصب، لأنك بالفعل تأمر وعنه تنهي، وتستفهم ودليل ذلك إجماع القرّاء على نصب قوله: أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ «٩». والرفع عند النحويين جائز، وإن كان ضعيفا.
قوله تعالى: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ «١٠» يقرأ بإسكان الخاء والتخفيف، وبتشديد الصاد
(٢) يس: ٩.
(٣) انظر ص: ٢٣١.
(٤) يس: ١٤.
(٥) يس: ١٩.
(٦) انظر: ١٦١.
(٧) يس: ٣٥.
(٨) يس: ٣٩.
(٩) القمر: ٢٤.
(١٠) يس: ٤٩.