النحليون الذين ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ من العناية بها. قال، - ﷺ -: "أربعة في أمتي هن بهم كفر، وليسوا بتاركيهن". فذكر منها الاستمطار بالنجوم، فالمتعلق خوفهم ورجاؤهم بالآثار الفلكية هم صابئة هذه الأمة، [كما أن المتعلق خوفهم ورجاؤهم بأنفسهم وغيرهم من الخلق، هم مجوس هذه الأمة]، وكما أن المتعلق خوفهم ورجاؤهم بدرهمهم ودينارهم هم مشركو هذه الأمة، وما انطوى عليه سر كل طائفة منهم، مما تعلق به خوفهم ورجاؤهم، فهو ربهم ومعبودهم الذي إليه تصرف جميع أعمالهم، واسم كل امرئ مكتوب على وجه ما اطمأن به قلبه، فكل ما أنزل في القرآن من تزييف آراء الصابئة فهو حجة عليه، حين يقرؤه أو يسمعه، من حيث لا يشعر، حتى يقرأ قوم القرآن وهو نذير لهم بين يدي عذاب شديد وهم لا يشعرون، ويحسبون أنهم يرحمون به، وهم به الأخسرون ﴿وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾، فمما يختص بهذه الطائفة المتصبئة ما هو نحو قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الآيات في ذكر الكوكب والقمر والشمس، إلى آيات ذكر التسخير لهن، نحو قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾. ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ﴾. {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ


الصفحة التالية
Icon