إلى رحمة الله، والانقطاع دون ذلك، فكل ما في القرآن منه فمن تفصيل جوامع هذه، وكل ما يكون وصلة بين ذلك، مما ظاهرهن وهذه من الخلق ومبدأه وقيامه من الحق، فمفصل من آية ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ انتهى.
* * *
سورة (البقرة)
* * *
"الم"
وقال الْحَرَالِّي في تفسيره "ألف" اسم للقائم الأعلى المحيط، ثم لكل مستحلف في القيام، كآدم والكعبة، "ميم" اسم للظاهر الأعلى الذي من أظهره ملك يوم الدين، واسم للظاهر الكامل الموتى جوامع الكلم، محمد، - ﷺ -، ثم لكل ظاهر دون ذلك، كالسماء والفلك والأرض، "لام" اسم لما بين باطن الإلهية التي هي محار العقول، وظاهر الملك الذي هو متجلي يوم الجزاء، من مقتضى الأسماء الحسنى، والصفات العلى، التي هي وصل تنزل ما بينهما كاللطيف ونحوه، ثم للوصل الذي كالملائكة وما تتولاه من أمر الملكوت. وهذه الألفاظ عند انعجام معناها تسمى حروفا، والحرف طرف الشيء الذي لا يؤخد منفردا، وطرف القول الذي لا يفهم وحده، وأحق ما تسمى حروفا إذا نظر إلى صورها، ووقوعها أجزاء من الكلم ولم تفهم لها دلالة فتضاف إلى مثلها جزء من كلمة مفهومة تسمى عند ذلك حروفا، وعند النطق بها هكذا: ألف، لام، ميم، [فينبغي أن يقال فيها أسماء،