مثله. تحقق اختصاص من نزل عليه به، وأجرى ذكره باسم العبودية إعلاما بوفائه بأنحاء التذلل، وإظهار المزية انفراده بذلك دونهم، ليظهر به سبب الاختصاص.
وانتظم النون في ﴿نَزَّلْنَا﴾ من يتنزل بالوحي من روح القدس والروح الأمين ونحو ذلك، لأنها تقتضي الاستتباع، واقتضت النون في لفظ ﴿عَبْدِنَا﴾ ما يظهره النبي، - ﷺ -، لهم من الانقياد والاتباع. وما اقتضاه خلقه العظيم عن خفض الجناح، حتى إنه يوافق من وقع على وجه من الصواب من أمته، - ﷺ -، وحتى إنه يتصف بأوصاف العبد في أكله، كما قال: "آكل كما يأكل العبد". انتهى.
﴿وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ والفعل:
قال الْحَرَالِّي: ما ظهر عن داعية من الموقع، كان عن علم أو في علم، لتدين كان أو لغيره كما تقدم مرارا. انتهى.
﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾
قال الْحَرَالِّي: وهي جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في تفريط المتجمد بالحر المفرط، وفي تجميد المتمتع بالبرد المفرط. انتهى.
﴿النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾
وقال الْحَرَالِّي: الحجارة ما تحجر أي اشتد تصام أجزائه من الماء والتراب، ﴿واتقوا﴾ أي توقفوا عن هذه التفرقة بين الله ورسوله، حيث تذعنون لربوبيته وترتابون في رسوله، فالنار معدة للعذاب بأشد التفريق لألطف الأجزاء الذي هو معنى الحرق لمن فرق وقطع ما يجب وصله، أي لما فاتتكم التقوى بداعي العلم،