﴿أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ﴾
قال الْحَرَالِّي: لتعدد رتب أفعالهم التي يطابق الجزاء ترتبها وتعددها [كما] قال عليه الصلاة والسلام للتي سألت عن ابنها: "إنها جنان، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى". وفي التعبير بلهم إشعار بأن ذلك الذي لهم ينبغي لحاقه بذواتهم ليحصل به من كمال أمرهم، وصلاح حالهم نحو مما يحصل بكمال خلقهم وتسويتهم.
والجنات مبهجات للنفوس، تجمع ملاذ جميع حواسها، تجن المتصرف فيها، أي تخفيه، وتجن وراء نعيمها مزيدا دائما. انتهى.
﴿تَجْرِي﴾
قال الْحَرَالِّي: من الجري وهو إسراع حركة الشيء ودوامها. ﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾ أي من تحت غرفها، والتحت ما دون المستوى. ﴿الْأَنْهَارُ﴾ جمع نهر، وهو المجرى الواسع للماء. انتهى.
قال الْحَرَالِّي: وإذا تعرف حال العامل من وصف جزائه علم أن أعمالهم كانت مبنية على الإخلاص الذي هو حظ العاملين من التوليد الذي الماء أيته - انتهى.
﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ وجعل الْحَرَالِّي هذا خاصا بثمار الجنة فقال: من قبل إعلام بأن أشخاص ثمر الجنة وآحادها لا تتمايز، لأنها على أعلى صورتها لا تتفاوت بأعلى وأدنى، ولا يتراخى زمان عودها، فهي تتخلف لأن قطفها، ولا تتمايز صور المقطوف من الخالف، حتى يظن القاطف أن المتخلف عين الأول؛ فحال ثمر الجنة كحال الماء الذي هو أصله، وبسرعة الخلف من ثمر الجنة وأنه متصل جرية الوجود، قال


الصفحة التالية
Icon