[البقرة: ٤٥]، (وَبَشِّرِ) يا موسى، (الُمؤْمِنِينَ) بالنصر في الدارين، (وَقَال مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً) من اللباس والمراكب، (وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا) تكرير وتأكيد للأول، (لِيُضِلوا عَن سَبِيلِكَ) واللام لام العلة فليس بمحال أن الله يريد إضلال بعض، وهذا الكلام من موسى؛ لأنه علم بمشاهدة أحوالهم أن أموالهم سبب ضلالهم أو إضلالهم ولا حاجة إلى أن يقال اللام لام العاقبة أو لام الدعاء كقولك: ليغفر الله فهو دعاء بصيغة الأمر، (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ): أهلكها (وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ) أقسها واطبع عليها حتى لا تنشرح للإيمان، (فَلاَ يُؤْمِنُوا) جواب للدعاء وقيل: عطف على ليضلوا وقيل: دعا بلفظ النهي، (حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ) وهذه الدعوة من موسى - عليه السلام - غضبًا لله ولدينه لقوم تبين له أنه لا خير فيهم كما تقول: لعن الله إبليس كما دعا نوح عليه السلام (رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) [نوح: ٢٦]، (قَالَ): الله، (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) فإنه دعا موسى وأَمَّنَ هارون، (فَاسْتَقِيمَا) على أمري وامضيا له قال بعضهم: مكثوا بعد إجابة دعائهم أربعين سنة وقال بعضهم: أربعين يومًا ومن إجابة دعائهما أنه صار دنانيرهم ودراهم حجارة منقوشة كهيئة ما كانت، (وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ


الصفحة التالية
Icon