فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤)
* * *
(احْشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا) هذا من أمر الله للملائكة (وَأَزْوَاجَهُمْ): أشباههم يعني احشروا عابدي الصنم بعضهم مع بعض، وعابدي الكواكب كذلك، وعن عمر صاحب كل ذي ذنب مع صاحب ذلك الذنب أو قرناءهم من الشياطين أو نساءهم المشركات (وَمَا كَانُوا يَعبدُونَ مِن دُونِ اللهِ): من الأصنام (فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ): عرفوهم طريقها ليسلكوها (وَقِفُوهُمْ): في الموقف (إِنَّهُم مسْئُولُونَ): عن عقائدهم وأعمالهم (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ): لا ينصر بعضكم بعضًا، وهذا للتوبيخ (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ): منقادون لعجزهم (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ): يسأل بعضهم بعضًا على طريق اللوم (قَالُوا): الأتباع للرؤساء، أو الكفار للشياطين (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ): عن قبل الخير فزينتم الباطل فحسبناه حقًا، فإن من أتاه الشيطان من جانب اليمين، أتاه من قبل الدين، فلبس عليه الحق، أو عن القوة، والقهر فألجأتمونا على الضلال. قيل: اليمين الحلف، فإن رؤساءهم يحلفون أنهم على الحق (قالُوا) أي: الرؤساء، أو الشياطين في جوابهم (بَل لمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِين) أي: الكفر من قبل أنفسكم (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطانٍ): تسلط (بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ): ضالين (فَحَقَّ عَلَيْنَا): جميعنا (قَوْلُ رَبِّنَا): كلمة العذاب (إِنَّا لَذَائِقُونَ): العذاب (فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ) أي: أحببنا أن تكونوا مثلنا، فلا تلومونا، فقوله: إنا مستأنفة للتعليل (فَإِنَّهُمْ): كلهم (يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ


الصفحة التالية
Icon