الذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ): استكبار عن الحق (وَشِقَاقٍ): خلاف لله ورسوله، والتنوين فيهما للتعظيم، والإضراب عما يتضمنه الكلام من وجوب الإذعان، كأنه قيل هو معجز والله والكفار لا يقرون، بل يصرون على العناد (كمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ) وعيد لهم على عدم الإذعان (فَنَادَوْا) استغاثة وتوبة عند حلول العذاب (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ): لا مشبهة بليس، أو للجنس زيدت عليها التاء للمبالغة، كما في ثم ورب، وخُصَّتْ بلزوم الأحيان، وحذف أحد المعمولين، أي: ليس الحين حين فرار ونجاة وتأخر أو لا من حين مناص لهم، قال البغوي: لات بمعنى ليس بلغة اليمن (وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذرٌ منْهُمْ): رسول بشر من أنفسهم (وَقَالَ الْكافِرُونَ) أي: فقالوا لكفرهم (هَذَا سَاحِرٌ) لمعجزاته (كَذابٌ) لما ينسب إلى الله تعالى (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) نسب الألوهية التي للآلهة لاله واحد فيقول: لا إله إلا الله (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) بليغ في التعجب، نزلت حين اجتمعت سراة قريش عند أبي


الصفحة التالية
Icon