(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ) عطف بيان لعبدنا (إِذ نَادَى رَبَّهُ) بدل من عبدنا (أنِّي) أي: بأنِّي (مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ): بتعب (وَعَذَابٍ): ألم، ابتلاه الله تعالى بجسده وماله وولده حتى لم يبق فيه مغرز إبرة سليمًا سوى قلبه، ولم يبق له من الدنيا شيء يستعين به غير أن زوجته تخدم الناس بالأجر، وتطعمه نحوًا من ثماني عشرة سنة، ورفضه القريب والبعيد حتى آل به الحال أن ألقي على مزبلة من البلدة هذه المدة، فلما طال واشتد الحال، تضرع إلى ربه تعالى، فقال: " مسني الشيطان " إلخ، فهذه حكاية لكلامه (١)، وأسند إلى الشيطان؛ لأنه سببه (ارْكُضْ): اضرب (بِرِجْلِكَ): الأرض وهذا حكاية لما أجيب بِهِ (هَذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ): أي فضربها فنبعت عين قيل له هذا مغتسل، أي: اغتسل، واشرب منه تزول منك داءك (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ

(١) لم يصح في ذلك شيء.


الصفحة التالية
Icon