فعل دل عليه " إنا منتقمون "، لأن إن مانع من عمله فيما قبله، أو بدل من " يوم تأتي "، وعن ابن مسعود رضي الله عنه وبعض آخر من السلف أن المراد من الدخان الظلمة التي في عام القحط من قلة الأمطار، وكثرة الغبار، أو ما يرى الجائع كهيئة الدخان من المجاعة من ضعف بصره، حين دعا عليهم رسول الله ﷺ فالتجئوا وقالوا: ادع الله تعالى لئن يكشف عنا لنؤمن لك، فدعا وكشف ولم يؤمنوا، فانتقم الله تعالى منهم يوم بدر، وهو البطشة الكبرى، (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ): قبل قريش، (قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ)، على الله، (أَنْ أَدُّوا)، أن مفسرة، (إِلَيَّ عِبَادَ اللهِ): بني إسرائيل، وأرسلوهم معي ولا تعذبوهم، (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)، على الوحي، (وَأَن لَا تَعْلُوا): لا تتكبروا، (عَلَى اللهِ)، بترك طاعه، (إِنى آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مبِين): حجة ظاهرة على صدق قولي، (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ): التجأت إلى الله تعالى، (أَن تَرْجُمُونِ): تقتلوني، أو تشتموني فإنه الرجم باللسان، (وَإِن لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُون): كونوا بمعزل مني، لا تتعرضوا إلى بسوء، (فَدَعَا رَبَّهُ)، شاكيًا بعد ما كذبوه، (أَنَّ هَؤُلاءِ)، أي: بأنَّهم، (قَوْمٌ مجْرِمُونَ فَأَسْرِ