والتعريض بحال من عداهم، فليس لهم يقين، ولهم ريب وشك، (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ): شك، ونفاق، (وَالْكَافِرُونَ): المشركون، وفي الآية إخبار عن الغيب، لأنها مكية فظهر النفاق في المدينة، (مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا) أي شيء أراد الله بهذا العدد؟! (مَثَلًا)، حال من هذا أو تمييز له، وسموه مثلاً لغرابته، ومرادهم إنكاره، وأنه لو كان من عند الله لما جاء بهذا العدد الناقص، (كَذَلِكَ): مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى، (يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ): لا يعلم عددهم، وكمية الموكلين بأمر دون أمر إلا الله، وحكم أمثال ذلك كحكم أعداد السماوات والأرض، وغيرهما لا يطلع عليه إلا بعض المقربين، (وَمَا هِيَ): السقر التي وصفت، (إِلَّا ذِكْرَى): تذكرة، (لِلْبَشَرِ).
* * *
(كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)