الله على البحر الدبور، فتسعرها فتصير نارًا، أو ملئت، وفجر بعضها إلى بعض، فتصير الكل بحرًا واحدًا أو يبست فلم يبق فيها قطرة ماء، (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ): بالأبدان، أو قرن كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، أي: الأمثال من الناس بينهم، أو نفوس المؤمنين بالحور العين، ونفوس الكافرين بالشياطين، أو قرنت نفس الصالح مع الصالح فِي الجنة، ونفس الطالح مع الطالح في النار، (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ): البنات المدفونة حية، (سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)، وسؤالها لتوبيخ قاتلها، وتبكيته كتبكيت النصاري بسؤال (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ) [المائدة: ١١٦]، (وَإِذا الصُّحُفُ): صحائف الأعمال، (نشِرَتْ)، للحساب، فإنها كانت مطوية، أو فرقت بين أصحابها، (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ): كشفت وأزيلت كما يكشف الغطاء عن الشيء، (وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ): أوقدت شديدًا، (وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ): قربت من المؤمنين، (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ)، من خير وشر، وهو جواب إذا، والمراد زمان ممتد من النفخة الأولى، وهي زمان التكوين إلى آخر الموقف، ونفس في معنى العموم كتمرة خير من جرادة، وقيل معناه: علمت نفس كافرة ما أحضرت، فالتنوين للتنويع، (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ)، خَنَسَ: تأخر، واختفى، وخنس الكواكب: رجع، (الجَوَارِ الكُنَّسِ)، الجواري: السيارة، يقال كنس الوحش إذا دخل كناسه، عن عليٍّ وغيره رضي الله عنهم: هي النجوم تخنس بالنهار، وتكنس بالليل، أي: تطلع في أماكنها، أو المراد السيارات منها، سوى النيرين تجري معهما، أو ترجع حتى تختفي تحت ضوء الشمس، أو المراد الوحش تأوي إلى كناسها، وعليه ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد، (وَالليْلِ إِذا عَسْعَسَ): أقبل ظلامه، أو أدبر، والأول أولى لقوله تعالي: (والضحى والليل إذا سجى)