للقوة وعظم التركيب، وفي الحديث (كان الرجل منهم يأتي على الصخرة، فيلقيها على الحي -أي: القبيلة- فيهلكهم)، وقيل: لم يخلق مثل أبنيتهم، وأما حكاية جنة شداد بن عاد المشهورة المذكورة فِي أكثر التفاسير فعند المحققين من السلف والمؤرخين أنها من مخترعات بني إسرائيل، ولا اعتبار له (وَثَمُودَ الذِينَ جَابُوا): قطعوا (الصَّخْرَ بالْوَادِ): وادي القرى كما قال تعالى: " وتنحتون من الجبال بيوتًا " الآية [الشعراء: ١٤٩] (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ): ذي الجنود الكثيرة، أو لأنه يعذب بالأوتاد، أو له جبال وأوتاد يلعب بها عنده (الذِينَ) صفة للمذكورين (طَغَوْا فِي البِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) الإضافة بمعنى من، أي: سوطًا من المعذب به، أي: نصيبًا أو شدة عذاب، فإن السوط عندهم غاية الإهانة (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) هو مكان يترقب فيه الرصد، وهذا تمثيل لإرصاده العباد بالجزاء، وأنَّهم لا يفوتونه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما يرصد خلقه فيما يعملون، قيل: هو جواب القسم، وما بينهما اعتراض (فَأَمَّا الإِنسَانُ) هو كالمبين لقوله: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) لأنه لما ذكر أنه تعالى يرصد خلقه في أعمالهم يعد بعض ذمائمهم (إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ) أي: امتحنه بالنعمة (فَأَكْرَمَهُ) بالمال