هريرة معا.
قوله: (والسبع المثاني؛ لأنها سبع آيات بالاتفاق)
هو تعليل للسبع فقط، ويأتي تعليل المثاني.
وما ذكره من الاتفاق قد يعترض عليه بما ذكره حسين الجعفي (١): أنها ست آيات بإسقاط البسملة.
وعن الحسن البصري، وعمرو بن عبيد (٢) أنها ثمان، بعد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) وعن بعضهم أنها تسع بعدّها، وعدّ (أنعمت عليهم) إلا أنها أقوال شاذة، لا يعتد بها.
الشريف: المثاني جمع مُثَنَّى، على صيغة المفعول من التثنية مردَّدٌ ومكرر، ويجوز أن يكون جمع مثنى مفعل، من التثنية، أو مَثْناة مفعلة من الثَنْي (٣).
* * *
فائدة (٤): ليس في القرآن سورة هي سبع آيات سوى " الفاتحة "، و " أرأيت " ولا ثالث لهما.
قال جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج البغدادي (٥) في أرجوزته التي نظم فيها النظائر.
فَسُوْرَةُ الحَمْدِ لَهَا نَظِيْرَهْ... أَرَأَيْتَ إِنْ أَنْتَ قَرَأْتَ السُّوْرَه
كلاهما إذا عددتَّ سبعُ... وليس للحق اليقين دفعُ (٦)
قوله: (إلا أن منهم من عدّ التسمية، دون (أنعمت عليهم) (٧) ومنهم من عكس)

(١) هو حسين بن علي بن الوليد أبو عبد الله الجعفي، الإمام القدوة الحافظ المقرئ، توفي سنة ثلاث ومائتين. سير أعلام النبلاء ٩/ ٣٩٧ وتهذيب الكمال ٦/ ٤٤٩.
(٢) هو عمرو بن عبيد بن باب أبو عثمان البصري، الزاهد العابد القدري، كبير المعتزلة، توفي سنة أربع وأربعين ومائة. سير أعلام النبلاء ٦/ ١٠٤ وغاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٦٠٢.
(٣) حاشية الشريف ١/ ٢٤.
(٤) في ح: تبنيه.
(٥) هو جعفر بن أحمد بن الحسين أبو محمد السراج البغدادي القارئ، كان عالما بالقراءات والنحو واللغة، كثير التصنيف، توفي سنة خمسمائة. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٢٨٨ وبغية الوعاة ١/ ٤٨٥.
(٦) أرجوزة في نظائر القرآن العظيم ل٢٠ نسخة مكتبة بلدية الإسكندرية، ومنها نسخة مصورة بمعهد البحوث العلمية برقم ١١٤٣.
(٧) انظر في: البيان في عد آي القرآن، لأبي عمرو الداني ١٣٩.


الصفحة التالية
Icon