أي عدّ (أنعمت عليهم) كما عبّره في الكشاف (١)
قال الشيخ أكمل الدين: وظاهره ليس بمراد؛ لأن (أنعمت عليهم) ليس بآية بالاتفاق، وإنما المراد (أنعمت عليهم) مع قوله (صراط الذين) لأنه صلة (الذين) وقد أضيف إليه (صراط) فاستغنى به عن ذكرهما (٢).
وكذا قال الشريف: أراد (صراط الذين أنعمت عليهم) إلا أنه اختصر لظهور أن الصلة بدون الموصول، والمضاف إليه بدون المضاف لا يعدّ آية؛ لأن الكل في حكم كلمة واحدة (٣).
قال الطيبي: قال في " المرشد (٤) ": إن وقفت على (أنعمت عليهم) كان آخر آية على مذهب أهل المدينة والبصرة، وهو جائز، وليس بحسن؛ لأن (غير) مجرورا متعلّق به على الوصفية، أو البدلية، ومنصوبا على الحالية، أو الاستثنائية.
وجوازه إنما يكون بالخبر المروي أنه صلى الله عليه وسلّم كان يقف عند أواخر الآيات، وهذا آخر آية عند من ذكرت، فهذا وجه جوازه (٥).
قال الطيبي: وعدّ التسمية أولى؛ لأن (أنعمت عليهم) لا يناسب وزانه وزان فواصل السور، ولما روى البغوي (٦) في " شرح السنة " عن ابن عباس أنه قال: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الآية السابعة (٧) "

(١) الكشاف ١/ ٢٤.
(٢) حاشية أكمال الدين ل٧.
(٣) حاشية الشريف ١/ ٢٤.
(٤) المرشد: كتاب في الوقف والابتداء، للمقرئ الحسن بن علي بن سعد أبي محمد العماني، قال ابن الجزي: له في الوقوف كتابان: أحدهما:... والآخر: المرشد، وهو أتم منه وأبسط، أحسن فيه وأفاد. غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٢٢٣ وكشف الظنون ٢/ ١٦٥٤.
(٥) كتاب المرشد في الوقف ل١٨ نسخة المتحف البريطاني، ولدى صورة منها.
(٦) هو الحسن بن مسعود بن محمد محيي السنة أبو محمد البغوي الشافعي المفسر، كان سيدا إماما، عالما علامة، زاهدا قانعا بالسير، توفي سنة ست عشرة وخمسمائة. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٣٩ وطبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٧٥.
(٧) رواه الشافعي في المسند ٧٩ ومن طريقه البغوي في شرح السنة ٣/ ٥٠ من طريق عبد المجيد، والطبري في جامع البيان ١٤/ ٥٥ من طريق يحيى الأموي، والحاكم في المستدرك ٢/ ٢٥٧ من طريق حفص بن غياث، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٤٤ من طريق حجاج بن محمد الأعور، وحفص بن غياث، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٢٠٠ من طريق أبي عاصم،=


الصفحة التالية
Icon