قال أبو شامة: ومما يجب أن ينبه عليه أن إمام الحرمين قال في " النهاية ": إن هذا الحديث رواه البخاري (١)، وتبعه في ذلك صاحبه أبو حامد الغزالي في البسيط، والوسيط (٢)، وليس ذلك في " صحيح البخاري "، ولا في " تاريخه "، ولا في كتاب " القراءة خلف الإمام " له.
وقد اغترّ بذلك جماعة من المتفقهة الذين لا عناية لهم بعلم الحديث.
قال: وأظنّ الإمام بلغه أن ذلك في كتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة الصحيح، فلما صنّف " النهاية " سبق لفظه إلى تسمية البخاري، من جهة اتفاق اسمي الإمامين بمحمد، واسمي الكتابين بالصحيح، وذلك وهم (٣). انتهى.
وقد نبّه على ذلك أيضاً النووي (٤)، وطائفة آخرهم الحافظ أبو الفضل ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير (٥).

= (الإحسان ٦/ ٣٦٦) كلاهما (عبد الرزاق، ومحمد بن بكر) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
ورواه أبو عاصم عند أبي بكر الفريابي في كتاب فضائل القرآن ٢٠٦ والطبراني في المعجم الكبير = ٢٣/ ٤٠٧ عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة أيضاً، واختلف على الليث، فرواه أبو صالح عند الطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ٢٩٢ عن الليث، عن ابن لهيعة، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى، عن أم سلمة.
ورواه عبد الله بن المبارك عند أبي عبيد في فضائل القرآن، ١/ ٣٢٥ وقتيبة بن سعيد عند الفريابي في كتاب فضائل القرآن ٢٠٥ والنسائي ٢/ ١٨١ ح١٠٢٢ ويزيد بن موهب عند الفريابي أيضاً، وشعيب بن الليث عند ابن خزيمة في الصحيح ٢/ ١٨٨ والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٤/ ٩ وشرح معاني الآثار ١/ ٢٠١ ويحيى بن بكير عند الحاكم ١/ ٣٠٩ وعنه البيهقي في السنن الكبرى ٣/ ١٣ كلهم (عبد الله، وقتيبة، ويزيد، وشعيب، ويحيى) عن الليث، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى، عن أم سلمة، وهو الصواب.
(١) نهاية المطلب في دراية المذهب ج٢ ل٣٧ نسخة مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية برقم ٩٨٥٧.
(٢) كتاب البسيط ل٩٩ نسخة مصورة بجامعة الإمام محمد بن سعود برقم ١٢٧٧ والوسيط في المذهب ٢/ ٧٢٩.
(٣) كتاب البسملة ل٢٤.
(٤) التنقيح في شرح الوسيط ٢/ ١١١.
(٥) تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ١/ ٤٢٢.


الصفحة التالية
Icon