وكما حذفوها من عمرو العلى ونحو ذلك، والدليل على أنه حذف كما كان حذف لالتقاء الساكنين أنه لا يخلو من أن يكون الحذف على ما كان عليه لالتقاء الساكنين، أو على حدّ الحذف في دد، وددن، فلا يجوز أن يكون على حدّ دد، وددن لأنه لو كان كذلك لوجب أن يسكن للبناء كما أنك لما حذفت النون من المعرب الذي هو لام في ددن أجريت على العين ما كان يجري على اللام من الإعراب، وكذلك لد لو كان الحذف فيه على حدّ الحذف في ددن لوجب أن تسكن الدّال من لد بعد حذف النون، ألا ترى أنهم قالوا: لهي أبوك «١»، فبنوا الاسم لما تضمّن معنى لام المعرفة، وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين، ثم لمّا حذفوا الياء التي في موضع اللام قالوا: له أبوك، فبنوه على السكون، فكذلك الحذف في لدن لو كان على حدّ الحذف في لهي، والنون في ددن لوجب أن تسكن الدال في لد ولا تحرك، فبقاؤها على الحركة دلالة على أن حذفها ليس على حدّ الحذف في ددن، ولهي أبوك، ولكن حذفت كما كانت حذفت لالتقاء الساكنين لأن الحذف لالتقاء الساكنين كأنه في تقديره الثبات، كما أن

فلست بآتيه ولا أستطيعه ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
انظر الكتاب ١/ ٩، الخصائص ١/ ٣١٠، والمصنف ٢/ ٢٢٩ وابن الشجري ١/ ٣٨٥ والإنصاف ٢/ ٦٨٤، وابن يعيش ٩/ ١٤٢ والأشموني ١/ ٢٧١ والخزانة ٤/ ٣٦٧ وانظر شرح شواهد المغني للبغدادي ٥/ ١٩٤ وتخريجه فيه.
(١) أصلها: لله أبوك، ثم حذفوا منها اللامين فصارت لاه أبوك، قال سيبويه: وقال بعضهم: لهي أبوك، فقلب العين وجعل اللام ساكنة، إذ صارت مكان العين كما كانت العين ساكنة، وتركوا آخر الاسم مفتوحا كما تركوا آخر أين مفتوحا. وإنما فعلوا ذلك به حيث غيّروه لكثرته في كلامهم فغيّروا إعرابه كما غيروه.
(انظر الكتاب ٢/ ١٤٤).


الصفحة التالية
Icon