فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: خلقتك بالتاء من غير ألف.
وقرأ حمزة والكسائي: (خلقناك) بالنون والألف «١».
حجة من قال: وقد خلقتك من قبل أن قبله: قال ربك هو علي هين وقد خلقتك. وحجة من قال: (وقد خلقناك) أنه قد جاء لفظ الجمع بعد لفظ الإفراد، قال: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ ١] وجاء بعد: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ ٢] وقال:
ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون [الحجر/ ٢٦] ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه [ق/ ١٦] ولقد خلقناكم ثم صورناكم [الأعراف/ ١١]، ونحو ذلك.
[مريم: ١٩]
اختلفوا في قوله عز وجل: (ليهب) [مريم/ ١٩].
فقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: لأهب بالهمز. وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ورش والحلواني عن قالون:
(ليهب لك) بغير همز. وفي رواية غير ورش عن نافع: لأهب لك بالهمز «٢».
حجة من قال: لأهب لك، فأسند الفعل إلى المتكلم، والهبة لله سبحانه، ومنه أن الرسول والوكيل قد يسندون هذا النحو إلى أنفسهم، فإن كان الفعل للموكل والمرسل للعلم بأنه في المعنى للمرسل، وأن الرسول والوكيل مترجم عنه، ومن قال: (ليهب لك) فهو على تصحيح اللغة على المعنى، ففي قوله: (ليهب لك) ضمير من
(٢) السبعة ٤٠٨.