قال أبو علي: حجّة من قال: (نزّل به الرّوح الأمين) قوله: فإنه نزله على قلبك بإذن الله [البقرة/ ٩٧]، وقوله: (تنزل الملائكة بالروح) [النحل/ ٢]، فتنزّل مطاوع نزّل، [فهو مثل مطاوع: نزّل الملائكة بالرّوح] «١» فدخلت التاء «٢» للمطاوعة «٣». فصار: (تنزّل الملائكة بالرّوح) والرّوح في التنزيل قد جاء يراد به القرآن، قال تعالى «٤»:
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى/ ٥٢] إلى قوله «٥»: من عبادنا وقوله: قل نزله روح القدس من ربك ليثبت الذين آمنوا [النحل/ ١٠٢]. ومن أسند الفعل إلى الرّوح فقال: نزل به الروح فلأنّه ينزل بأمر الله جلّ وعزّ فمعناه معنى الثقيلة.
[الشعراء: ١٩٧]
وكلّهم قرأ: أولم يكن لهم آية [الشعراء/ ١٩٧] نصبا، غير ابن عامر فإنه قرأ: (تكن) بالتاء (آية) بالرفع «٦».
قال أبو علي: وجه قول ابن عامر: (تكن لهم آية) أنّ (تكن) ليس للآية، ولكن تضمر في (تكن) القصّة أو الحديث، لأنّ ما يقع تفسيرا للقصّة والحديث من الجمل، إذا كان فيها اسم مؤنث، جاز تأنيث الضمير «٧» على شريطة التفسير، كقوله سبحانه: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا [الأنبياء/ ٩٧]، وقوله: فإنها لا تعمى
(٢) في ط: الياء. وهو تحريف.
(٣) زادت (م) هنا بعد قوله للمطاوعة: «قبل المطاوع ونزل الملائكة».
(٤) سقطت من ط.
(٥) في ط: قوله تعالى.
(٦) في ط: رفعا. كما في السبعة ص ٤٧٣
(٧) في ط: المضمر.