المختصّة. وقالوا: امرأة مشهد، إذا كان زوجها شاهدا لم يخرج في بعث من غزو وغيره، وامرأة مغيب: إذا لم يشهد زوجها.
فكأنّ المعنى: ذات غيبة لوليّها، وذات شهادة، والشّهادة خلاف الغيبة قال: عالم الغيب والشهادة [الأنعام/ ٧٣] فهذا في المعنى مثل قوله: ويعلم ما تخفون وما تعلنون [النمل/ ٢٥] ويعلم سركم وجهركم [الأنعام/ ٣]. وأمّا شهدت الذي بمعنى علمت فيستعمل على ضربين: أحدهما: أن يكون قسما، والآخر: أن يكون غير قسم، فاستعمالهم له قسما، كاستعمالهم: علم الله ويعلم الله، قسمين فتقول: علم الله لأفعلنّ، فتتلقاه بما تتلقّى به الأقسام، وأنشد سيبويه:
ولقد علمت لتاتينّ منيّتي إنّ المنايا لا تطيش سهامها «١» وحدّثنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن أنّ محمدا قال: إنّ زفر كان يذهب إلى أنّه إذا قال: أشهد بالله كان يمينا، فإن قال: أشهد، ولم يقل بالله لم يره قسما. أبو الحسن وقال محمد: أشهد غير موصولة بقوله بالله مثل أشهد موصولة بقولك بالله في أنّه يمين، قال: واستشهد محمد على ذلك بقوله قالوا نشهد إنك لرسول الله [المنافقون/ ١] ثم قال: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة [المنافقون/ ١، ٢] فجعله يمينا، ولم يوصل بقوله بالله. وأمّا شهدت الذي يراد به علمت ولا يراد به العلم «٢» فهو ضرب من العلم مخصوص

(١) نسبه سيبويه للبيد ١/ ٤٥٦، ورواية الديوان ص ١٧١ كما يلي:
صادفن منها غرّة فأصبنها إنّ المنايا لا تطيش سهامها
(٢) كذا الأصل والأظهر أن تكون القسم.


الصفحة التالية
Icon