[الحديد: ١٣]

قال: قرأ حمزة وحده: للذين آمنوا أنظرونا [الحديد/ ١٣] مكسورة الظاء.
وقرأ الباقون: للذين آمنوا انظرونا موصولة «١».
ليس النظر الرؤية التي هي إدراك البصر، إنما هو تقليب العين نحو الجهة التي فيها المرئيّ المراد رؤيته، ممّا يدلّ على ذلك قوله «٢»:
فيا ميّ هل يجزى بكائي بمثله مرارا وأنفاسي إليك الزوافر وأنّي متى أشرف من الجانب الذي به أنت من بين الجوانب ناظر فلو كان النظر الرؤية لم يطلب عليه الجزاء، لأن المحبّ لا يستثيب من النظر إلى محبوبه شيئا بل يريد ذلك ويتمنّاه، ويدلّ على ذلك قول الآخر «٣»:
ونظرة ذي شجن وامق إذا ما الركائب جاوزن ميلا فهذا على التوجّه إلى الناحية التي المحبوب فيها، وتقليب البصر نحوها لما يعالج من التلفّت والتقلّب. كقول الآخر «٤»:
(١) السبعة ٦٢٦ وفيه: (انظرونا) موصولة الألف مضمومة الظاء.
(٢) البيتان لذي الرّمّة- ومعناهما: يامي هل تبكين مثلما أبكي مرارا، وإنني صابر على ذلك فهل تجزينني على هذه المحبة؟
والبيت الثاني من شواهد سيبويه ١/ ٤٣٧، والمقتضب ٤/ ٧١، والخزانة ٣/ ٦٤٥، انظر ديوانه ٢/ ١٠١٤.
(٣) لم نعثر على قائله.
(٤) لم نعثر على قائله.


الصفحة التالية
Icon