ما سرت ميلا ولا جاوزت مرحلة إلا وذكرك يلوي كابيا عنقي وما يبيّن أن النّظرة ليست الرؤية أن الركاب إذا حاذت هذه المسافة أو جاوزتها لم تقع الرؤية على من صار من الرائي بهذه المسافة. فأما قوله: ولا ينظر إليهم يوم القيامة [آل عمران/ ٧٧]، فالمعنى: أنه سبحانه لا ينيلهم رحمته، وقد تقول: أنا أنظر إلى فلان، إذا كنت تنيله شيئا، ويقول القائل: انظر إليّ نظر اللَّه إليك، يريد:
أنلني خيرا أنالك اللَّه.
ونظرت بعد يستعمل وما تصرف منه على ضروب، أحدها: أن تريد به: نظرت إلى الشيء فيحذف الجار، ويوصل الفعل، من ذلك ما أنشد أبو الحسن «١»:
ظاهرات الجمال والحسن ينظر ن كما ينظر الأراك الظباء المعنى: ينظرن إلى الأراك، فحذف الجار الذي في نحو قوله «٢»:
نظرن إلى أظعان ميّ كأنها

(١) البيت في الأساس (نظر) برواية:
ظاهرات الجمال ينظرن هونا ولم ينسبه.
(٢) صدر بيت لذي الرّمة وعجزة:
مولية ميس يميل ذوائبه والميس: شجر تعمل منه الرحال- تميل ذوائبه: أغصانه وأعاليه ورواية الديوان: «نظرت»، ديوانه ٢/ ٨٢٥.


الصفحة التالية
Icon