الحميم، والفعل قبل تضعيف العين منه: بصرت به، كما جاء:
بصرت بما لم يبصروا به [طه/ ٩٦] فإذا ضعّفت عين الفعل صار الفاعل مفعولا تقول: بصّرني زيد بكذا، فإذا حذفت الجار قلت:
بصّرني زيد كذا، فإذا بنيت الفعل للمفعول به وقد حذفت الجار قلت:
بصّرت زيد، فعلى هذا يبصرونهم فإذا بصّروا هم لم يحتج إلى تعريف شأن الحميم من حميمه، وإنما جمع فعل يبصرونهم لأن الحميم وإن كان مفردا في اللفظ، فالمراد به الكثرة والجمع، يدلّك على ذلك قوله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم [الشعراء/ ١٠٠].
ومن قرأ: ولا يسأل حميم حميما، فالمعنى لا يسأل الحميم عن حميمه في ذلك اليوم لأنه يذهل عن ذلك، ويشتغل عنه بشأنه، ألا ترى قوله: يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت [الحج/ ٢]، وقوله: يوم يفر المرء من أخيه [عبس/ ٣٤] وقوله: لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه [عبس/ ٣٧]، فقوله: لا يسأل حميم حميما من قولك: سألت زيدا، أي سألته عن شأنه وأمره، ويجوز أن يكون المعنى: لا يسأل عن حميمه، فيحذف الجارّ ويوصل الفعل.
[المعارج: ٣٢]
قال: قرأ ابن كثير وحده: لأمانتهم [المعارج/ ٣٢] واحدة وقرأ الباقون: لأماناتهم جماعة «١».
قال أبو علي: من قال: لأمانتهم فأفرد وإن كان مضافا إلى جماعة، ولكل واحد منهم أمانة، فلأنه مصدر، فأفرد كما يفرد نحو قوله: لصوت الحمير [لقمان/ ١٩] وهو يقع على جميع الجنس