حذفت هذه الحروف، وكما حذف في نحو: هذا زيد بن عمرو في الكلام، واستمر ذلك فيه، وكثر حتى صار الأصل الذي هو الإثبات مرفوضا فإن جاء في شعر، فكما يجيء في الشعر على الأصل المرفوض، وكان حذفها في هذا الموضع حسنا إذ كانت زائدة تسقط مرة وتثبت أخرى، وقد حذف النون التي هي من نفس الكلمة في قولهم: وملآن، يريدون: من الآن، وإذا خفّف الهمزة على قول من قال: الحمر، لأن اللام في تقدير السكون، فتحذف النون كما تحذف إذا التقى مع ساكن، لأن هذا التحرّك في حكم السكون، وعلى هذا قالوا: هلمّ، فحذفوا الألف من ها، لأن حركة اللام التي هي فاء ليست لها، فهي في تقدير السكون وحذف في نحو قول الشاعر «١»:
أبلغ أبا دختنوس مألكة غير الذي يقال ملكذب وحذفت من قوله «٢»:
(١) مجهول القائل، ورواية البيت « | غير الذي قد يقال ملكذب». |
ملكذب يراد به «من الكذب».
انظر أمالي ابن الشجري ١/ ٩٧، والخصائص ١/ ٣١١، ٣/ ٢٧٥، والمفصل ٨/ ٣٥، ٩/ ١٠٠، واللسان مادة/ ألك/.
(٢) عجز بيت للنجاشي وصدره:
فلست بآتيه ولا أستطيعه يقول بأنه اصطحب ذئبا في فلاة مضلّة لا ماء بها، وزعم أن الذئب ردّ عليه فقال: لست بآت ما دعوتني إليه من الصحبة ولا أستطيعه لأنني وحشي وأنت إنسي ولكن اسقني إن كان ماؤك فاضلا عن ريّك.
والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٩، والخصائص ١/ ٣١٠، وابن