ولا أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه فهذا مبني على وصل البيت الأول بالبيت الثاني، ألا ترى أنه قد نصب الذئب كما نصب نحو قوله: والظالمين أعد لهم عذابا أليما [الإنسان/ ٣١] بعد قوله: يدخل من يشاء في رحمته [الإنسان/ ٣١]، فكذلك الفواصل إذا أدرجت ووصلت بما بعدها، ومما يؤكد ذلك قطعهم لهمزة الوصل في أنصاف البيوت كقوله «١»:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا القدر ينزلها بغير جعال فهذا لأن النصف الثاني من الأول كالبيت الثاني من الأول، ألا ترى أن فيه التصريع والخرم «٢» كما يكون في البيوت التامّة التي ليست بأنصاف، وكذلك أحد الله لما كان أكثر القراء فيما حكى أبو عمرو

أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الريح والمطرا سبق انظر ٤/ ٣٠٣.
(١) للبيد وليس في ديوانه. وهو من شواهد سيبويه. يقول: إذا اشتد الزمان فوليدنا لا يبادر القدر حسن أدب، والجعال خرقة تنزل بها القدر. انظر سيبويه ٢/ ٢٧٤.
(٢) التصريع: هو تغيير عروض البيت رويا ووزنا. والخرم: هو تغيير يطرأ على التفاعيل في البيت. انظر الدروس العروضية للغلاييني.


الصفحة التالية
Icon