موسى أَنها خرجَتْ من السَّلَّةِ عند الصخرة، فعادا إِليها، لأَنَّ الخَضِرَ سيكونُ
هناك!.
ولما وصلَ موسى الصخرةَ وَجَدَ الخضرَ نائماً على ظهرِهِ، مغطّى
بقطيفتِه..
فأَلقى عليه السلام، ورَدَّ الخضرُ عليه السلام، وقالَ له: أَنّى
بأَرْضِك السَّلام؟.
وعَرَضَ عليه موسى أَنْ يَسيرَ معه ليتعلَّمَ منه، فقالَ له الخضر: إِنَّكَ لن
تستطيعَ معيَ صَبْراً، لأَنَّكَ سترى منّي أَشياءَ لا تَصبرُ عليها، فلقد عَلَّمَنِي اللهُ أَشياء، لا علْمَ لك بها، وأَنتَ عَلَّمكَ اللهُ أَشياء، لا علْمَ لي بها..
فاسْتَعَدَّ موسى أَنْ يَصبِرَ على كُلِّ ما يَرى، واشترطَ عليه الخضرُ أَنْ لا يَعترضَ على كُلّ ما سيراه منه، وأَنْ لا يسأَلَه، وأَنْ ينتظرَ منه بيانَ وتوضيحَ ما يَراه...
وسارَ موسى مع الخضر على شاطئ البَحْر، ومَرَّتْ بهما سفينَة، فعرفَ
مالكوها الخضر، فأَركبوهما بغيرِ أُجرةٍ إِكْراماً لهما..
ومَدَّ الخضرُ يَدَه فَقَلَعَ لَوْحاً من أَلواحِ السفينة، فاعترضَ موسى - عليه السلام - وقال له: القومُ أَكْرمونا، وأَركبونا في السفينة مَجّاناً، فكيفَ تقابلُ إِكرامَهم بِخَرْق السفينةِ وإِفسادها؟
وإِنَّك بذلك سَتُغْرِقُ أَهْلَها! وذَكَّرَه الخضرُ بالشرطِ الذي اتفقا عليه، فاعتذرَ بأَنه تكلمَ ناسياً الشرط.
وسارا في الطريق، وَوَجَدا غُلاماً صغيراً يَلعبُ مع الغلمان، فأَقبلَ عليه
الخضرُ وقَتَلَه! فاستغربَ موسى واعترضَ عليه، إِذ كيفَ يقتلُ فتى صغيراً بغير
ذنبٍ ارتكبه؟! فذكَّرَه الخضرُ بالشرطِ بينهما، وتَعَهَّدَ موسى بعدمِ الاعتراض، فإِن اعترضَ عليه بعد ذلك فيمكنُه أَنْ لا يُصاحِبَه!.
ووَصَلا أَهلَ قريةٍ بُخَلاء، فطَلَبَا منهم الطعام، فأَبَوْا أَنْ يُضيِّفوهما!
وَوَجَدا فيها جداراً على وَشَكِ السقوط، فقامَ الخضرُ بإِصْلاحِه وإِحكام بنائِه، فاعترضَ عليه موسى بأَنه كان الأَولى أَنْ يأخذَ منهم الأَجرة، لأَنهم لا
يستحقون الإِكرام!.


الصفحة التالية
Icon