وما زالَ المشركون يَضَعون الأَصنامَ فيها، ويزيدونَ أَعْدادَها، حتى
وَصَلَتْ عند بعثةِ رسولِ الله - ﷺ - إلى ثلاثمئةٍ وستّين صَنَماً!! ولكنَّ الشركَ طارئٌ على الكعبة، بعد أَنْ بقيتْ قُروناً عديدة بيتاً للإِيمانِ والتوحيد.
ثم إِنَّ الرسولَ - ﷺ - أَعادَ الكعبةَ مثابةً للناسِ وأَمْناً، وبيتاً لعبادةِ الله، وطهرَها للطائفينَ والعاكفينَ والرُّكَّعِ السُّجود..
ولما دخلَها يومَ فتْحِ مكةَ في العشرين من رمضان في السنةِ الثامنةِ للهجرة حَطَّمَ الأَصنامَ كُلَّها، وهو يتلو قولَه تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١).
وواصلَ الفادي المجرمُ شَتْمَ الإِسلامِ والرسول - ﷺ -، عندما اتهم شعائِرَ الحجّ والعمرةِ بأَنها من مُخَلَّفاتِ الوثنيّين عابِدي الأَصنام.
قال: ".. ولما استولى محمدٌ على البيتِ أَبقى فيه أَغْلَبَ الشعائرِ الوثنية كما هي، كالحَجِّ، والطواف، والإحرام، والاعتمار، ورجمِ الحجارة، وتقبيل الحجرِ الأَسود، والنحر، وغير ذلك!.. ".
ومن بابِ الخداعِ والدَّجلِ والتمويه أَحالَ الفادي المفترِي على بعضِ
الكتب التي أَلَّفها مسلمون، مثل كتاب تاريخِ الكعبة للخربوطلي، هو كتاب: الكعبة على مر العصور، للدكتور علي حسني الخربوطلي، ، والجذور التاريخية للشريعة الإسلامية لعبد الكريم الخليل.
واتِّهامُ الإِسلام بأَنه استمرار للدياناتِ السابقة رَدَّدَهُ اليهودُ والنَّصارى
والمستشرقون، وزَعَموا فيه أَنَّ القرآنَ مُسْتَمَدٌّ من التوراةِ والإِنجيل، وأَنَّ
الإِسلامَ مأخوذٌ من اليهودية والنصرانية، وأَنَّ الأَحكامَ الإسلاميةَ مأخوذة من
الشرائعِ السابقة، وأَنَّ مناسكَ وشَعائرَ الحجِّ والعمرة، مأخوذةٌ من ممارساتِ
العربِ الوثنيين الجاهليّين قبلَ الإِسلام.
فما قالَه الفادي المفترِي هنا حولَ الحجِّ والعمرةِ استمرار في الأَكاذيبِ
التي رَدَّدَهَا إِخوانُه المفترون الكاذبون الكافرون.