وقد صَرَّحَ هو بدراستِه المتحاملةِ المنحازَة، ومُقَرَّرِه المسْبَقِ الذي أَقبلَ به على
القرآن، وذلك بقولِه في المقدِّمَة: " وبما أَنَّ اللهَ واحد، ودينَه واحد، وكتابَه المقَدَّسَ واحد، الذي خَتَمَهُ بظهورِ المسيحِ كلمتِه المتَجَسِّد، وقال: إِنَّ مَنْ يَزيدُ على هذا الكتاب، يَزيدُ اللهُ عليه الضرباتِ المكتوبةَ فيه، وبما أَنَّ القرآنَ يَقول: إِنه وَحْي، أَخَذْتُ على عاتِقي دراستَه! ".
هكذا إِذَن، يُؤْمِنُ القِسّيسُ أَنَّ كتابَ اللهِ المقَدَّسَ واحد، وهو العهدُ
القديمُ والعهدُ الجديد، وأَن اللهَ أَنرْل العهدَ الجديدَ على عيسى - ﷺ -، وهَدَّدَ أَيَّ إِنسانٍ يَزيدُ شيئاً على هذا الكتاب.
أَيْ: يُؤمنُ القِسّيسُ " الفادي " أَنه لا وَحْيَ بعدَ الإِنجيل، ولا نبيَّ بعدَ
عيسى - عليه السلام -! وهذا مَعناه أَنه يُؤمنُ أَنَّ القرآنَ ليس وَحْياً من عندِ الله، وأَنَّ محمداً ليسَ رسول الله، فالقرآنُ صناعةٌ بشرية، فهو غيرُ معصوم، وإِنما هو مليءٌ بالأَخْطاء.
آمَنَ القِسّيسُ بهذه الفكرة، وتَسَلَّحَ بهذا السِّلاح، ووضعَ هذا المنظارَ
على عينيه، وأَقبلَ على القرآنِ يَدرسُه ويَنظرُ فيه، ويُقَدِّمُ بذلك خدمةً للجنسِ البشريّ!.
فماذا سيجدُ فيه؟
سيجدُ فيه مجموعةً من الأَخطاء، في مختلفِ
المجالات والموضوعات، تُقاربُ مئتين وخمسين خطأً!!.
ونقول: أَينَ الباحثونَ الغربيّونَ النَّصارى، الذين دَرَسوا القرآنَ دراسةً
موضوعيةً، من هذه الأَخطاء، التي اكتشفَها " الفادي "؟
لماذا لم يَرَها موريس بوكاي، ولا جاري ميللر وغيرهما؟!.
ثم ما الذي دَرَسَه القِسّيس " الفادي "؟
دَرَسَ القرآنَ دراسةً متحاملةً
منحازة، ودرسَ التفاسيرَ القرآنية، قال في المقدمة: "..
وبما أَنَّ القرآنَ
يَقول: إِنه وَحْيٌ، أَخَذْتُ على عاتِقي دراستَه، ودراسةَ تَفاسيره، فدرَسْتُه مِراراً عديدة، ووقَفْتُ على ما جاءَ به..
".