وبهذا نعرفُ كَذِبَ وافتراءَ الفادي، عندما اتَّهَمَ القرآنَ والرسول - ﷺ - بالقول بأَنَّ الشمس " تغرب في بئر حمئة ".
ثم طرحَ سؤالَه التشكيكي الخَبيث، والقرآنُ مُنَزَّهٌ عن ادِّعاءِ وافتراءِ الفادي، حتى البيضاوي لم يقلْ ما نسبَه له ادعاءً وافتراءً.
***
هل الأرض ثابتة لا تتحرك؟
زَعَمَ الفادي أَنَّ القرآنَ أَخطأَ في حديثِه عن خَلْقِ الأَرْض، عندما قال:
إِنَّ الأَرضَ ثابتةٌ لا تَتَحرك! وهذا خطأٌ جغرافيٌّ فَلَكي، لأَنَّ دورانَ الأَرضِ
بدهيةٌ مُسَلَّمة!.
وأَوردَ الفادي آياتٍ من سور: الرعد وَالنحل والحجر والأنبياء ولقمان،
كلُّها تُقرِّرُ ثَباتَ الأَرضِ وعدمَ حركتِها أَو دورانِها!.
قال: " جاءَ في سورةِ لقمان: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ).
وجاءَ في سورةِ الرعد: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ).
وجاءَ في سورةِ الحجر: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩).
وجاءَ في سورةِ النحل: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥).
وجاءَ في سورةِ الأَنبياء: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١).
اختارَ الفادي خمسَ آياتٍ من خمسِ سُوَر، تتحدثُ عن الجبال
الرواسي، التي ثَبَّتَ اللهُ بها الأَرض، لئلا تَميدَ وتضطربَ بأَهْلِها.
ورجعَ إِلى تفسيرِ البيضاوِيّ ليأخذَ منه تفسيرَ الآيات.
قال: " وقال البيضاويّ تفسيراً لآيةِ الأَنبياء: (أَن تَمِيدَ بِكم) " كراهةَ أَنْ تَميدَ بهم ".
وقال تفسيراً لآيةِ الرعد: (وَهُوَ اَلَذِى مَدَّ اَلارضَ) :" بَسَطَها طولاً وعَرْضاً،