ونَصُّ سورةِ الخلْعِ الذي ذَكَرَه هو: " اللهمَّ إِنّا نَستعينُك ونَستغفرُك، ونُثْني
عليكَ ولا نَكْفُرُك، ونَخلعُ ونَتركُ مَنْ يَفجرُك ".
ونَصُّ سورةِ الحَفْدِ الذي ذَكَرَه هو: " اللهمَّ إِيّاك نَعْبُد، ولك نُصَلّي
ونَسجد، وإِليكَ نَسْعى ونَحْفِد، نَرجو رحمتَك ونَخشى عَذابَك، إِنَّ عذابَك
بالكفارِ مُلْحِق ".
وعَلَّقَ على كلماتِ السورتَيْن المزعومتَيْن بقوله: " ومعلومٌ أَنَّ سورتَي
الخَلْعِ والحَفْدِ جاءَتا في مصحفِ أُبَيِّ بنِ كعب، وفي مصحفِ ابنِ عباس، وأَنَّ
محمداً عَلَّمَهُما لعليّ بن أَبي طالب، الذي كان يُعَلِّمُهما للناس، وصَلّى بهما
عمر بن الخطاب..
فلماذا لا تُوجدَانِ في القرآن المتداوَلِ اليوم؟
ولماذا أَسْقَطَهُما المسلمون؟.. ".
وهذا التعليقُ كَذِب وافتراء، ومَصاحفُ الصحابةِ الشخصيةُ لا تُخالفُ
المصحفَ الإِمامَ، الذي أَجمعَ عليه الصحابة، ولم يكنْ لأُبَيِّ بنِ كعبٍ، ولا
لابْنِ عَبّاس ولا لابنِ مسعود - رضي الله عنهم - مصاحِفُ خاصَّة، فيها سورتا الخَلْعِ والحَفد، كما زَعَمَ الفادي المفترِي.
وأَلْفاظُ سورتي الخَلْعِ والحَفْدِ التي سَجَّلَها الفادي الجاهلُ، كان عمرُ بنُ
الخطاب - رضي الله عنه - يَقرأ بها في الصلاةَ! وعَلَّمَها الرسولُ - ﷺ - علياً، ليقرأَ بها في الصلاة!! نعم، هذا صحيح!! لكنْ ليسَ على أَنها من القرآن، وإِنما على أَنها دعاء لله.
أَلفاظُ السورتَيْن المزعومتَيْن جزءٌ من دعاءِ القُنوت، كانَ رسولُ الله - ﷺ - يَدْعو به في الصلاة، وعَلَّمَه لعمرَ وعليٍّ وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم -، وكانوا يَدْعونَ اللهَ به في الصلاة، وسمعَه منهم المسلمون، ورَوَوه عنهم، وذُكِرَ هذا في الكتب..
وقَرَأَ قومُ الفادي من المستشرقين أَلْفاظَ هذا الدعاء، وأَنهم كانوا
يَذْكُرونَه في الصلاة، فاعْتَبَروهُ من القرآنِ لجَهْلِهم وغَبائِهم!!.


الصفحة التالية
Icon