خَظَأَ نَصْبَ (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ) لأَنها في نَظَرِهِ القاصِرِ معطوفة على
(الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)، والأَصْلُ أَنْ تَكونَ مرفوعة: لكن الراسخون في العلم
منهم والمؤمنون... والمقيمون الصلاة والمؤتون الزكاة...
وتَخطئةُ الفادي للآيةِ دَليلُ جهلِه بقواعِدِ اللغةِ العربية.
الآيةُ مُكَوَّنَةٌ من الجملِ التالية:
الأُولى: الجملةُ الاسمية: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) :(لَكِن) : حرفُ استدراكٍ مُلْغى لأَنه مُخَفَّف.
(الرَّاسِخُونَ) : مبتدأٌ مرفوع.
(وَالْمُؤْمِنُونَ) : مَعطوفٌ على ما قبله مرفوع.
والجملةُ الفعليةُ (يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ) في مَحَلِّ رفْع خَبَر.
والتقدير: الراسخونَ في العلمِ والمؤمنون هم المؤمنونَ بما أُنزلَ إِليك.
الثانية: الجملةُ الفعليةُ: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ).
وهي معطوفةٌ على الجملةِ السابقة.
(وَالْمُقِيمِينَ) منصوبٌ على المدْح.
أَيْ أَنَّه مفعولٌ به لفعْلٍ محذوف، تَقديرُه: أَمْدَحُ المقيمين الصَّلاةَ، (الصَّلَاةَ) مفعولٌ به منصوبٌ لاسْم الفاعل (وَالْمُقِيمِينَ).
الثالثة: (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا).
وهي معطوفَةٌ على الجملةِ الأُولى: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).
(وَالْمُؤْتُونَ) : مبتدأ مرفوع.
ومي آلزكًؤةَ) : مفعولٌ به لاسْمِ الفاعل
(وَالْمُؤْتُونَ).
(وَالْمُؤْمنونَ) معطوفٌ على (وَالْمُؤْتُونَ) مرفوع.
وجملةُ (أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) في محلِّ رفْع خَبَرِ المبتدأ (وَالْمُؤْتُونَ).
وبهذا نَعرفُ أَنَّ (وَالْمُقِيمِينَ) ليستْ معطوفةُ على (الرَّاسِخُونَ)، من بابِ
عَطْفِ كلمةٍ على كلمة، لتكونَ مرفوعةً مثلَها.
والعَطْفُ من بابِ عَطْفِ جُملةٍ على جُمْلَة.
والعُدولُ عن الجملةِ الاسمية إِلى الجملةِ الفعلية، ونَصْبُ اسْمِ الفاعلِ