يَجمعُ بين الخالقِ والمخلوقِ بضمير تثنيةٍ واحد، وهذا لا يَليقُ بتوحيدِ اللهِ - عز وجل -، ولذلك كانَ التقدير: اللهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضوهُ، والرَّسولُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضوهُ.
وقد سمعَ رسولُ اللهِ - ﷺ - خطيباً يقول: " مَنْ يُطعِ اللهَ ورسولَه فقد رَشَد، ومَنْ يَعْصهِما فقد غَوى! " فغضبَ رسولُ اللهِ - ﷺ - عَلَيْه وخاطَبَه قَائِلاً: " بئسَ خَطِيبُ القومِ أَنتَ.
وَيْحَك، أَجَعَلْتَني للهِ نِدّاً؟
قُلْ: ومَنْ يَعْص اللهَ ورسولَه فقد غَوى!! ".
فالرسولُ - ﷺ - اعترضَ على الخطيبِ عندما عَبَّرَ عن اللهِ ورسولِه بضميرِ التثنية، ودعاهُ إلى التعبير بالاسمِ الظاهرِ لكُلٍّ منهما.
وهذا معنى ذَوقيّ توحيدي، لا يَعرفُه الفادي، الذي تَقومُ عقيدتُه على
المزْج بين الأُلوهيةِ والعبوديةِ في مبدأ التثليث، ولذلك دَعا القرآنُ إِلى التعبيرِ
بضميرِ التثنيةِ الجامعِ بين اللهِ ورسولِه!!.
***
كم قلباً للإنسان؟
اعترضَ الفادي على آيةٍ جمعَتْ قلْبَي امرأَتَيْن، وعَنْوَنَ لاعتراضِه بقولِه:
" أَتى باسم جَمْعٍ بَدَلَ المثَنّى ".
ومما جاءَ في اعتراضِه قولُه: " جاء في سورةِ التحريم: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)، والخطابُ (كما يقولُ البيضاوي) موجَّهٌ لحفصةَ وعائشة.
فلماذا لم يَقُلْ: " صَغت قَلْباكما "، بَدَلَ (صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)، إذ إِنَّه ليسَ للاثنتَيْن أَكثرُ من قَلْبَيْن؟ ". ْ
تَتحدَّثُ الآياتُ عن مشكلةٍ وَقَعَتْ بينَ ثلاثةٍ من أُمَّهاتِ المؤمنين، هُنَ:
حفصةُ وعائشةُ وزينبُ رضي الله عنهن، حيث تآمَرَتْ حفصةُ وعائشةُ على زينب، وأَشاعَتا حديثاً لرسولِ اللهِ - ﷺ -، فهدَّدَهما اللهُ بالعقاب، ودَعاهما إلى المسارعةِ إِلى التوبة.