أَيْ: كيفَ يَفرضُ اللهُ خمسينَ صلاة، وموسى - ﷺ - يقولُ: إِنَّ الناسَ لا يتحملونَ ذلك؟
لأَنه جَرَّبَ بني إِسرائيل! ؟.
لم يَقُلْ مسلمٌ عاقلٌ: إِنَّ موسى - ﷺ - أَعرفُ بأَحوالِ الناسِ من الله، فالله سبحانه وتعالى هو الأَعلم، وعِلْمُه شاملٌ
لكلِّ شيء، ولكنَّ اللهَ الحكيمَ شاءَ أَنْ يكونَ الإِنقاصُ في عددِ الصلواتِ بهذه
الطريقةِ التي حَلَّلْناها قبلَ قليل.
وكان الجاهلُ مجرماً عندما شتمَ نبيَّنا محمداً - ﷺ - في قوله: " أليس هذا كلُّه ناشئاً عن عدمِ معرفةِ محمدٍ بصفاتِ الله؟! ".
وإِذا كان نبيُّنا - ﷺ - لا يَعرفُ صفاتِ الله فمن الذي يعرِفُها؟!
هل هو هذا الجاهلُ الغبيُّ المتعالم؟!..
لقد كان رسولُ اللهِ - ﷺ - أَعرفَ الناسِ بالله، وأَكثرَهم تقوى لله، وأَقربَ الناسِ إِلى الله.
ولذلك قال - ﷺ -: "أَلا إِنّي أَتْقاكُم لله وأَخشاكُم له "!.
وكان المجرمُ ضالا بَذيئاً عندما شَتَمَ المسلمين، واتهمَهم في نياتِهم
وقلوبِهم وضمائِرِهم وإِخلاصِهم، وكأَنه مُطَّلِعٌ على ما في قلوبهم، ويَعلمُ ما في صدورِهم!!.
إِنَّ الإِسلامَ يَدْعو المسلمينَ إِلى الاهتمامِ بنظافةِ قلوبهم أَكثرَ من
اهتمامهم بنظافةِ أَبدانِهم، وإِنَّ الصلاةَ تزكيةٌ للنفس، وتطهيرٌ للقلب، وسُمُوُّ بالروح، وعندما يُطَهِّرُ المؤمنُ بَدَنَه، يُقبلُ على ربِّه في صلاته، ويَسعدُ بذكْرِه ومناجاتِه..
ويكونُ حاضرَ العقلِ والقلبِ وهو يُصَلّي ويدعو ربَّه..
وما إِنْ ينتهي من صلاته حتى يكونَ قد تزوَّدَ بالزادِ الإِيمانيِّ العظيم.
***
حول فرض صيام رمضان
أَعادَ الفادي المفتري اعْتِراضَه على صيامِ رمضان، ونفى عنه صفةَ
الوَحْي، وزَعَمَ أَنَّ محمداً - ﷺ - أَخَذَه عن الصابئين.
ذَكَرَ خمسَ آياتٍ من سورةِ البقرة تتحدَّثُ عن بعضِ أَحكامِ الصيامٍ، ثم
نَقَلَ كلاماً من تفسير البيضاويّ، ذَكَرَ فيه أَنَّ صومَ رمضان كان واجباَ على
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ".