فلما عَادوا للإِسلامِ دَفَعوا الزكاةَ راضين مُتَقَرِّبينَ بذلك إِلى الله!.
***
حول توزيع الغنائم
اعترضَ الفادي المفترِي على القرآنِ في توزيعِه الغنائم، وذلك في قولِه
تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).
والغنائمُ هي كُلُّ ما أَخِذَ من الكفارِ بعد هزيمتِهم واستسلامِهم.
وهذه الغنائمُ أَحَلَّها اللهُ للمؤمنين المجاهدين، ولم يُبِحْها للمسلمين السابقين، فلما كان السابقونَ يُجاهدونَ الكافرين ويَهزمونَهم، ويَأخُذون منهم الغنائم، كانوا يَجْمَعون تلك الغنائمَ ويَحْرِقونَها بالنار، وعلى هذا قولُ رسولِ اللهِ - ﷺ -: " وأُحِلَّتْ لي الغنائم، ولم تُحَلَّ لأَحَدٍ من قبلي.. ".
وأَمَرَ اللهُ بتَخْميسِ الغنائم.
أَيْ: تَقْسيمها إِلى خمسةِ أَخْماسٍ متساوية، تُعْطى أَربعةُ أَخْماسٍ منها للمجاهِدين تكريماً ومكافأةً لهم.
والخُمسُ الخامسُ يَقَسَّمُ على خمسةِ أَصناف، ذَكَرَتْهم الآية: (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).
وقد اعترضَ الفادي على هذا، فقال: " ونحنُ نسأَلُ: كيفَ تُستباحُ أَموالُ
الناسِ بعد إِراقةِ دمائِهم باسمِ الله؟
وكيفَ يأخُذُ القائدُ الدينيُّ غنيمة؟! ".
يُنكرُ الفادي المفترِي قِتالَ الكافرين، حتى لو بَدَؤوا هم بالعُدْوان على
المسلمين وقتالِهم، ويَعتبرُ قَتْلَهُمْ سَفْكاً للدمِ بالباطل، ويعتبرُ المسلمين
معتدين!.
وإذا كان الفادي الجاهلُ يَعترضُ على القرآنِ لإِباحتِه قِتال الكفار، فإنه


الصفحة التالية
Icon