وبما أَنه لم يثبُتْ شيءٌ عن رسولِ الله - ﷺ - في أَنَّ الرعدَ والبرقَ مَلَكان من الملائكة، فإِننا لا نقولُ بذلك!.
واعتراضُ الفادي على الآيةِ مردود، واتهامُه للقرآنِ بأَنه يجعلُ الرعْدَ
مَلَكاً مردودٌ أَيضاً، لأَنَّ القرآنَ لم يَقُلْ بذلك.
الذي قالَه القرآنُ أَنَّ الرعْدَ يسبحُ بحمدِ الله، لأَنَّ الرعدَ مخلوقٌ من
مخلوقاتِ الله، وكُلُّ المخلوقاتِ تُسَبِّحُ اللهَ، قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).
وليس معنى إِسناده التسبيح للرَّعْد أَنْ يكونَ الرعْدُ مَلَكاً يُسَبِّحُ، بل هذا
من حيويةِ التعبيرِ القرآني، الذي يستخدمُ طريقةَ التصوير، حيث قَدَّمَ الرعد في صورةٍ حيةٍ شاخصة، في صورةِ رجلٍ خاشعٍ عابدٍ يسبحُ اللهَ - عز وجل -.
***
حول سحر الرسول - ﷺ -
وَقَفَ الفادي أَمامَ سورةِ الفَلَق، وما قيلَ في سببِ نُزولِها، من أَنَّها نزلَتْ
في سِحْرِ رسولِ اللهِ - ﷺ -..
ونَقَلَ كلامَ البيضاويِّ في تفسيرِ السورة..
" رُويَ أَنَّ يهوديّاً سَحَرَ النبيَّ - ﷺ - في إِحْدى عشرةَ عُقْدَة، في وترٍ دَسَّهُ في بئْر، فمرضَ النبيُّ، ونزلتِ المعوِّذَتَان..
وأَخبرَه جبريلُ بموضعِ السِّحْر، فأَرسلَ عليّاً، فجاءَ به، فقرَأهما عليه، فكانَ كُلَّما قَرَأ آيةً انحلَّتْ عُقْدَة، وَوَجَدَ بعضَ الخِفَّة..
ولا يوجبُ ذلك صِدْقَ الكَفَرَةِ في أَنه مَسْحور، لأَنهم أَرادوا به أَنه مجنون بواسطةِ السحر ".
ثم ذَكَرَ الفادي الآيةَ التي تتحدَّثُ عن قصةِ هاروتَ وماروت، وفيها قولُه
تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ).
وتَدُلّ الآيةُ على أَنَّ السِّحْرَ قد يَضرُّ المسحورَ بإِذْنِ الله، وأَنَّ السحرةَ قد يُؤْذونَ الإِنسان، ويُفَرِّقونَ بين المرْءِ وزوْجِه.