لقول أَبي سعيدٍ - رضي الله عنه -: أَصَبْنا سبايا يومَ أَوطاس، ولهنَّ أَزواجٌ كُفّار، فكَرِهْنا أَنْ نقعَ عليهن، فسأَلْنا النبيَّ - ﷺ - فنزلت الآية فاستحلَلْناهُنَّ.
وإِيّاهُ عنى الفرزدقُ بقوله:

وذَاتُ حَليلٍ أَنكحَتْها رِماحُنا حَلالٌ لمنْ يَبْني بها لم تُطَلَّقِ "
الفادي خَبيثٌ مُغرضٌ في قوله: " أَباحَ محمدٌ لأَتْباعِه القيامَ بالغاراتِ
الدينية " لأَنه يَجعلُ الصحابةَ مجموعةً من العصاباتِ وقُطّاعِ الطرق، يُغيرونَ
على الآمِنين المسالمين، ويَجعلُ الجِهادَ في سبيلِ الله سَلْباً ونَهْباً وقَطْعاً
للطريق، مع أَنَّ الرسولَ - ﷺ - وأَصحابَه كانوا يُجاهدونَ في سبيلِ الله، ويُقاتلونَ المحاربينَ لهم، والطامِعين فيهم.
والفادي كان مُفْتَرٍ في قولِه: " والدخولَ على الأَسيراتِ دون تطليقِهن
من أَزواجهن "، فقال: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) !! ولم يَقُلْ ذلك أَيُّ مذهبٍ إِسلامي، ولا أَيُّ عالمٍ مسلمٍ مُعْتَبَر.
الأَسيراتُ هُنَّ النساءُ الكافراتُ المحاربات، اللّواتي يَخْرُجْنَ مع الرجال
الكفارِ لحربِ المسلمين، وعندما تَنْتَهي المعركةُ بهزيمةِ الكفار، تَقعُ بعضُ
أولئك النساءِ المحارباتِ في السَّبْي، فهنَ سبايا، ولَسْنَ " أَسيرات " كما ادَّعى
المفتري الفادي؛ لأَنَّ للأَسيرِ الكافرِ المحاربِ أَحكاماً خاصة، غيرَ أَحكامِ
السبايا.
عندما يأخذُ المسلمون هذه النساءَ المقاتلاتِ سَبايا، ماذا يريدُ الفادي
المفتري من المسلمينَ أَنْ يَتصرفوا معهنّ؟
هل يعيدونهنَّ إِلى الجيشِ الكافرِ مجنَّداتٍ فيه، ليَعُدْنَ إِلى حربِ المسلمين من جديد؟.
الإسلامُ اعتبرهنَّ سبايا، وبما أَنهنَّ ليس لهنَّ أَهْل، فلَنْ يُتْرَكْنَ " على
رؤوسهن " في بلادِ المسلمين، يَنشرنَ الفاحشةَ والفساد، فلا بُدَّ أَنْ يُوَزَّعْنَ على المجاهدين، بحيثُ يُؤوي المجاهدُ السَّبِيَّةَ، ويتكفلُ بأُمورها وحاجاتِها.


الصفحة التالية
Icon