وادَّعى أَنَّه هو الذي حَرَّمَ ذلك على أَصحابِه.
وأَلَّفَ الآيةَ زاعِماً أَنَّ اللهَ أَنزلَها عليه.
وقد سبقَ أَنْ رَدَدْنا عليه في هذه المسألةِ أَيضاً.
***
هل أثبت الرسول - ﷺ - أقوال أهل الكتاب في القرآن؟
اخْتارَ الفادي المفترِي عِنواناً مُثيراً هو: " اقتبسَ أَقوالَ أَهْلِ الكتاب " زَعَمَ
أَنَّ رسولَ اللهِ - ﷺ - كان يأخذُ أَقوالَ اليهودِ والنصارى، ويَضَعُها في القرآن، ويزعم أَنَّ اللهَ أَوحى إِليه بها.
واعترضَ على قولِ اللهِ وَبَئ: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣).
نَقَلَ المجرمُ عن بعضِ المسلمين ما قيلَ عن سببِ نُزولِ الآية، وتَعيينِ
الأَشخاصِ الذين اتَّهمهم المشركون بتأْليفِ القرآن، وأَنَّ الرسولَ - ﷺ - أَخَذَ القرآنَ منهم..
والذين نَقَلَ عنهم هم ابنُ عباس - رضي الله عنهما -، ومحمدُ بنُ إِسحاق
صاحب السيرة، والبيضاويُّ صاحبُ التفسير.
والأَعاجمُ في مكة الذين اتُّهِموا بتأليفِ القرآنِ بالأَعجمية، وعَلَّموهُ
للرسولِ - ﷺ - فصاغَهُ بالعربية هم: الحَدّادُ النصراني " بَلْعام "، و " يَعيش " غلامُ بني المغيرة، و " جَبْر " الغلامُ الروميُّ لبعضِ بني الحضرميّ، و " يَسار " الغلامُ الفارسي من عينِ التمر، وكان جَبر ويَسار حَدّادَيْن يصنعانِ السّيوفَ في مكة، والغُلام " عائش " النصراني، عبدٌ لحويطبِ بن عبد العزى، و " عَدّاس " غلامُ عتبةَ بن ربيعة.
وبعدَما ذَكَرَ أَسماءَ هؤلاءِ عَلَّقَ المفترِي على القصةِ بقوله: " ونحن نسأل: