العربِ آلهةً لآدَمَ يُسَمّي أولادَه بأَسمائِها؟ ".
لم يكن الفادي أَميناً في النقلِ عن البيضاوي، فقد زَعَمَ أَنه أَخَذَ الخرافةَ
السابقةَ من تفسيرِ البيضاوي، مع أَنه زاد على البيضاوي ما لم يَقُلْه، وحَذَفَ
منه كَلاماً مهمّاً...
والذي ذَكَرَهُ البيضاوي في تفسيره هو: " ﴿هُوَ الذى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة﴾ هو آدم. ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا﴾ من جسدها من ضلع من أضلاعها، أو من جنسها كقوله: ﴿جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ ﴿زَوْجَهَا﴾ حواء. ﴿لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ ليستأنس بها ويطمئن إليها اطمئنان الشيء إلى جزئه أو جنسه، وإنما ذكر الضمير ذهاباً إلى المعنى ليناسب. ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا﴾ أي جامعها. ﴿حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا﴾ خف عليها ولم تلق منه ما تلقى منه الحوامل غالباً من الأذى، أو محمولاً خفيفاً وهو النطفة. ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾ فاستمرت به أي قامت وقعدت، وقرىء ﴿فَمَرَّتْ﴾ بالتخفيف وفاستمرت به وفمارت من المور وهو المجيء والذهاب، أو من المرية أي فظنت الحمل وارتابت منه. ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت﴾ صارت ذات ثقل بكبر الولد في بطنها. وقرىء على البناء للمفعول أي أثقلها حملها. ﴿دَّعَوَا الله رَبَّهُمَا لَئِنْ ءاتَيْنَا صالحا﴾ ولداً سوياً قد صلح بدنه. ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين﴾ لك على هذه النعمة المجددة.
﴿فَلَمَّا ءاتاهما صالحا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا ءاتاهما﴾ أي جعل أولادهما له شركاء فيما آتى أولادهما فسموه عبد العزى وعبد مناف على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، ويدل عليه قوله: ﴿فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ يعني الأصنام. وقيل: لما حملت حواء أتاها إبليس في صورة رجل فقال لها: ما يدريك ما في بطنك لعله بهيمة أو كلب وما يدريك من أين يخرج، فخافت من ذلك وذكرته لآدم فهما منه ثم عاد إليها وقال: إني من الله بمنزلة فإن دعوت الله أن يجعله خلقاً مثلك ويسهل عليك خروجه تسميه عبد الحرث، وكان اسمه حارثاً بين الملائكة فتقبلت، فلما ولدت سمياه عبد الحرث. وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء!!.
ويُحتملُ أَنْ يكونَ الخطابُ في (خَلَقَكُم) لآلِ قُصَيٍّ من قُريش، فإِنهم