إذًا (إِلاَّ قَولَهُ) منصوبٌ على الاستثناء ونصبه واجب (إِلاَّ قَولَهُ) تعالى... (﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾) أين صيغة العموم؟ كلّ، كُل هذه صيغة عموم أفرادها أين أفرادها مصدقها؟ شيء الذي هو المضاف إليه دائمًا العموم يكون في أفراد المضاف إليه كل ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ﴾ [الإسراء: ١٣] نقول: كل إنسان هذا من صيغة العموم يعني كل فردٍ من أفراد الإنسان ألزمناه طائره، حينئذٍ ننظر إلى ما أضيفت إليه الكل، وهنا شيء، شَيء يصدق على ماذا؟ على كل وعلى الجزء، إذًا متعلق علم الرب جل وعلا على كليات والجزئيات لأن بعض الفلاسفة أنكر تعلقه بالجزئيات، كذلك يتعلق بالموجود وبالمعدوم وبالمستحيل، يشمل هذه بقوله: ﴿وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾... [البقرة: ٢٨٢] عليمٌ بالرفع على أنه خبر، الله لفظ الجلة مبتدأ و ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ جارٌ مجرور متعلق بقوله: ﴿عَلِيمٌ﴾، وعليم خبر، إذًا مُتَعَلَّقُ علم الرب جل وعلا عامٌ لا يخرج عنه فردٌ من الأفراد مهما كان من الموجودات والمعدومات والمستحيلات من الكليات والجزئيات، هل يستثنى منه شيء؟ لا يُستثنى منه شيء، فهو عامٌ باقٍ على عمومه لا يخرج عنه فردٌ من أفراده البتة ولا يمكن ولا يجوز إخراج فردٍ عنه من أفراده (﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ أَيْ عَلِيْمٌ) أي أتى بها من أجل النظم (ذَا هُوْ)
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ
ما هو المشار إليه ذا ﴿وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٨٢] (هُوْ) أي: العام الباقي على عمومه. (ذَا) المشار إليه المثال قوله: (﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ أَيْ عَلِيْمٌ)، (ذَا) المذكور المثال من قوله تعالى: ﴿وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [البقرة: ٢٨٢] (هُوْ) أي العام الباقي على عمومه، (وقَولَهُ) هذا معطوف على قوله: (إِلاَّ قَولَهُ) وقوله تعالى: ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [النساء: ١]. أين العموم، أين صيغة العموم؟
الأصول ترى مثل النحو يحتاج إلى تمرين أين صيغة العموم؟
[... الكاف صيغة عموم؟! لك لكَ الله الكاف صيغة عموم؟!] (١)
﴿خَلَقَكُم﴾ خلق وقوله: ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ أين الصيغة العموم؟
من يقول نفي... ومن يقول إثبات.... أين هي؟ ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ أعدم عن.... الكاف صحيح لماذا قلت لكم الكاف من ذلك]
﴿خَلَقَكُم﴾ من المخاطب؟ أنتم فيشمل جميع البشر، كلهم من ذرية آدم بلا تخصيص ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ الكاف هنا مخاطبون أنتم، يعني الصحابة ومن بلغهم القرآن كلكم أيها البشر مخاطبون بماذا؟ بكونكم مخلوقين من نفس واحدة، هل يختص هذا بفرد دون فرد؟ الجواب: لا، هل يمكن تخصيصه؟ الجواب: لا.