التعلق المعنوي، والتام لا تعلق لا لفظي ولا معنوي أليس كذلك، جعلوا الارتباط المعنوي بين ما يُبتدئ به وما وُقف عليه أو ما يوقف عليه الكافي وفي التام لا ارتباط لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، ولذلك قيل: يكتفي بالوقف عليه والابتداء بما بعده كالتام ولذا سمي بالكافي للاكتفاء به واستغنائه عن ما بعده، واستغناء ما بعده عنه ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ [النساء: ٢٣] يقف ثم يقول: ﴿وَبَنَاتُكُمْ﴾. قالوا: هذا وقف كافي. يستغني ما بعده عما قبله هل بينهما ارتباط في اللفظ؟ الجواب: لا، هل بينهما ارتباط في المعنى؟ نعم، لأن العامل المسلط الذي هو التحريم مدلوله التحريم على الأمهات مسلط على الثاني ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ هنا الوقف كافي ومثله كل رأس آية بعدها آية مفتتحة بلام كي مثل له بقوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ﴾ [يس: ٦٩، ٧٠]. إذًا افتتحت الآية التي تليها بماذا؟ بلام كي حينئذٍ الوقف يكون كافيًا إن وقف على قوله: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ ﴿لِيُنذِرَ﴾ قالوا: هنا تعلق من جهة المعنى لا من جهة اللفظ.
(أَوِ كْتِفَا بِحَسَبِ المَقَامِ) إذا عرفنا أقسام الوقف القبيح، الحسن، التمام، الاكتفاء ولا يتعلق بها لا تحريم ولا كراهة بل نقول: السنة هو الوقوف على رأس كل آية هذا الذي يؤجر عليه وهذا الذي يُقتدى بالنبي - ﷺ - فيه، (أَوِ كْتِفَا بِحَسَبِ المَقَامِ) يعني: هنا الانقسام إلى أربعة وذكر هذه الأقسام وتمييز بعضها على بعض بحسب المقام الذي يقتضيها يعني: لا نستطيع أن نذكر الآيات كلها، سنسرد لك الآيات من أول القرآن إلى آخره فتقول: هذا الوقف تام، وهذا الوقف قبيح... إلى آخره، وإنما بحسب ما يقتضيه المقام عند القارئ نقول: هنا يُرَجِّحُ القارئ بأن الوقف تام أو قبيح أو نحو ذلك.
وبِالسُّكُونِ قِفْ عَلَى المُحَرَّكَةْ | وزِيْدَ الإشْمَامُ لِضَمِّ الحَرَكَةْ |