أما النوع الثاني وهو: كيفية الوقف. فشرع في تقسميه إلى ثلاثة أقسام، إذًا قوله: (وبِالسُّكُونِ). هذا شروع من الناظم في ذكر تقسيم آخر للوقف وهو باعتبار كيفية الوقف (وبِالسُّكُونِ قِفْ عَلَى المُحَرَّكَةْ) (وبِالسُّكُونِ) هذا جار ومجرور متعلق بقوله: (قِفْ). وقف بالسكون على المحرك يعني: على الكلمة المحركة بأي حركة سواء كانت فاتحة أو ضمة أو كسرة لماذا؟ لكون هذا هو الأصل في الوقف أليس الأصل في الوقف هو الوقوف على الحرف ساكنًا؟ بلى، نقول: هذا هو الأصل. إذًا لا يُسأل عنه ولا يطلب تعليلهم (وبِالسُّكُونِ قِفْ) يعني: قف بالسكون على الكلمة المحركة ذكرنا فيما سبق أن من عرف الوقف في أول هذا الباب إنما عنى به هذا النوع ولذلك ذكره أظنه المساوي أو المحشي قال: تعريف الوقف هو قطع الصوت عند آخر الكلمة مع التنفس بأحد أوجهه الثلاثة: الإسكان المحض وهو الأصل، والإسكان مع الإشمام، والروم هذا لأي شيء تفصيل هذا على النوع الثاني كيفية الوقف، ليس للأول وهذا الأول هو الأهم حينئذٍ كان الأولى أن يُذكر الثاني، لكن لعله لكون الأول يُذكر ويعرف بأقسامه والتعريف في الأقسام وهذا معروف ومشهور لعله لم يعرفه إلا بالثاني لا يذكر في الأول إنما يذكر في هذا الموضع، إذًا الوقف على أواخر الكلمة ويوقف عليه بالسكون وهو الأصل، عرفه بعضهم كما ذكرناه قطع الصوت على الكلمة الوضعية زمنًا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة. هذا هو الوقف عن السكون قطع الصوت وقيل: النطق على الكلمة زيد الوضعية ولا حاجة إليها زمنًا يتنفس فيه عادةً. هذا لإخراج السكت لأن الوقف للسكت زمنه دون زمن الوقف ولا ذلك لا يتنفس فيه ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ﴾ [المطففين: ١٤] لا يتفس يقف هذا وقف أو لا قطع الصوت أو لا؟ قطع الصوت ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ﴾ [المطففين: ١٤] أليس كذلك، ﴿بَلْ﴾ يقف ﴿رَانَ﴾ دون تنفس فإن تنفس حينئذٍ دخل فيما؟ فيما... إذًا زمنًا يتنفس فيه عادةً لإخراج السكت بنية ماذا؟ بنية استئناف القراءة أن يكمل ما بعده هذا أخرج ماذا؟ فيما لو أعرض وقطع القراءة فحينئذٍ نخلص من هذا التعريف أن الوقف هنا بهذا الحدّ قد يكون للقطع وقد يكون للسكت وقد يكون للوقف وهو بالسكون.
متى يكون وقفًا إذا قطع الصوت زمنًا يتنفس فيه عادةً بنية الرجوع للقراءة ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقف بالسكون هو نيته أن يكمل ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ هذا وقف فإن قال:
﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فوقف وقطع القراءة نقول هذا ماذا؟ هذا قطع ﴿كَلا بَلْ﴾ وقف دون تنفس نقول: هذا سكت. ففرق بين الوقف، والقطع، والسكت السكون هو الأصل في الوقف لأنه الأصل عند العرب كما أنها لا تبتدئ بساكن كذلك لا تقف على متحرك، عُلِّلَ بأن الأصل في الوقف السكون لأن الغرض من الوقف الاستراحة أن يستريح ما أدري أي تعب هذا أصابه، قالوا: الغرض من الوقف الاستراحة لماذا لا يقال: هو النقل وننتهي، والسكون أخف من الحركات وأبلغ وبعض يعبرُ يقول: السكون أخف الحركة. وهذا خطأ لماذا؟
لأن السكون ليس بحركة موجود في كتب القراءات السكون أخف الحركات نقول: لا ليس بأخف الحركات ولا أثقل الحركات ولا أوسط الحركات لماذا؟


الصفحة التالية
Icon