﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً﴾ هي الشفاعة في دفع الشر، أو جلب الخير ﴿وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً﴾ هي السعي في جلب الشر، أو منع الخير، أو هو كناية عن النميمة ﴿يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ﴾ نصيب ﴿مِنْهَآ﴾ أي من شرها في الدنيا، ومن إثمها في الآخرة ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً﴾ مقتدراً
﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ﴾ التحية: أي تكريم يكون بالقول، أو بالعمل. فالقول الحسن: تحية. والدعاء: تحية. والهدية: تحية. والحب: من أجلّ التحايا ﴿فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ﴾ قولاً أو فعلاً فالسلام: يرد بأحسن منه. والتكريم: بأكرم منه. والدعاء: بأبلغ منه. والهدية: بخير منها. والحب؛ وناهيك بالحب: فهو خير الهدايا والتحايا، والأقوال والأفعال ﴿أَوْ رُدُّوهَآ﴾ أي أجيبوا في القول بمثله، وفي الفعل بمثله. أو المراد ﴿فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ﴾ أهل الإسلام ﴿أَوْ رُدُّوهَآ﴾ فلا تزيدوا عليها؛ لأهل الكتاب، والتحية في الأصل: تطوع، وردها بأحسن منها أو مثلها: فريضة.
هذا ولا يرد السلام في الخطبة، وقراءة القرآن، ورواية الحديث، ومذاكرة العلم، والأذان، والإقامة. ولا يسلم على لاعب الملاهي، ولا على المغني، ولا على القاعد لحاجته
﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ من قبوركم ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ للحساب ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ لا شك في ذلك الجمع، أو لا شك في ذلك اليوم
﴿فَمَا لَكُمْ﴾ أي ما شأنكم أيها المؤمنون ﴿فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ فرقتين مختلفتين؛ فرقة تقول: نقتلهم. وفرقة تقول: لا نقتلهم. و «المنافقين» هم الذين تخلفوا عن القتال يوم أحد، وقالوا للرسول عليه الصَّلاة والسَّلام ولأصحابه: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ﴾ ﴿وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ﴾ ردهم مخذولين مقهورين. والركس: رد الشيء مقلوباً ﴿بِمَا كَسَبُواْ﴾ بما عملوا ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾ طريقاً إلى النجاة
﴿وَدُّواْ﴾ أي ود هؤلاء المنافقون الجبناء ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ﴾ وتجبنون كما جبنوا ﴿فَتَكُونُونَ سَوَآءً﴾ مستوين في الجبن والكفر ﴿فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ﴾ أصدقاء، أو خلصاء ﴿حَتَّى يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فيثبت بذلك إيمانهم وإقدامهم، ووثوقهم بما عند الله ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْاْ﴾ أعرضوا عن الإيمان والجهاد في سبيل الله ﴿فَخُذُوهُمْ﴾ الأخذ: العقوبة، والإيقاع بالشخص ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾
-[١٠٩]- بلا شفقة ولا رحمة ﴿وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً﴾ صديقاً؛ وكيف تصادقونهم بعد ظهور كفرهم وعداوتهم للمؤمنين؟ ﴿وَلاَ﴾ تتخذوا منهم ﴿نَصِيراً﴾ تنصرونه، أو تستنصرون به


الصفحة التالية
Icon